الإثنين, 15 سبتمبر 2025 02:09 AM

تدهور الثروة السمكية في الرقة: الصيد الجائر في الفرات ينذر بكارثة بيئية واقتصادية

تدهور الثروة السمكية في الرقة: الصيد الجائر في الفرات ينذر بكارثة بيئية واقتصادية

تواجه محافظة الرقة تراجعاً خطيراً في مخزونها السمكي بسبب تفشي الصيد الجائر في نهر الفرات. يستخدم بعض الصيادين أساليب محظورة دولياً، مثل الصعق الكهربائي والمواد السامة، مما يتسبب في قتل أعداد هائلة من الأسماك وتلوث بيئي واسع النطاق يؤثر سلباً على السكان والبيئة النهرية.

أدى ضعف الرقابة وقلة الإمكانيات لدى الجهات المسؤولة إلى تفاقم هذه المشكلة التي تهدد مورداً طبيعياً حيوياً في المنطقة. وأوضح أحمد الداوود، وهو صياد يعتمد على النهر في رزقه، أن بعض الصيادين يلجأون إلى الصعق الكهربائي أو السموم للحصول على كميات كبيرة من الأسماك بسرعة، لكن هذه الأساليب تدمر البيئة المائية وتستنزف الثروة السمكية، مما يهدد مصدر رزقهم الوحيد.

من جانبه، أعرب خالد الغثوان، أحد سكان قرية كسرة سرور المجاورة للنهر، عن قلقه بشأن التلوث البيئي، مشيراً إلى أنه يشاهد نفوق الأسماك باستمرار على ضفاف النهر، وتنتشر روائح كريهة تجعل بعض المناطق غير صالحة للاستخدام، مما يشكل تهديداً صحياً مباشراً للسكان.

وأقرّ مصدر رسمي في قسم الثروة السمكية التابع للجنة الزراعة في الرقة بوجود المشكلة، مؤكداً أنهم يواجهون تحديات كبيرة في الحد من الصيد الجائر بسبب محدودية الإمكانيات البشرية والمادية. وأضاف أنهم خاطبوا الجهات الأمنية والبيئية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة، ويواصلون تنظيم حملات توعية للصيادين حول مخاطر الصيد غير القانوني وضرورة الحفاظ على البيئة المائية، كما يدرسون اعتماد تقنيات حديثة لتحسين الرقابة في المستقبل.

يطالب سكان القرى القريبة من الفرات بتكثيف جهود الجهات المعنية والمنظمات المدنية للحد من هذه الظاهرة من خلال تشديد الرقابة وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، وتوفير بدائل اقتصادية مستدامة للصيادين. إن استمرار الصيد الجائر في نهر الفرات لا يهدد الثروة السمكية فحسب، بل ينذر بأزمة بيئية واقتصادية واجتماعية متنامية قد تفقد الرقة أحد أهم مصادرها الطبيعية والحيوية.

مشاركة المقال: