الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 01:40 AM

تراجع إنتاج زيت الزيتون في حلب يفاقم معاناة المزارعين: الجفاف والظروف المناخية القاسية تضرب الموسم

تراجع إنتاج زيت الزيتون في حلب يفاقم معاناة المزارعين: الجفاف والظروف المناخية القاسية تضرب الموسم

حلب – محمد ديب بظت: شهد موسم الزيتون في ريف حلب هذا العام انخفاضًا ملحوظًا في حجم الإنتاج وتدهورًا في جودة الثمار، مما أثر سلبًا على دخل الفلاحين والأسواق المحلية. وأرجع مزارعون، في حديث لعنب بلدي، أسباب هذا التراجع إلى الجفاف، وقلة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الأمراض بين الأشجار.

تأثير الجفاف ونقص الأمطار

أكد خليل حمو، وهو فلاح من ريف جنديرس غرب مدينة حلب، لعنب بلدي، أن محصول الزيتون كان ضعيفًا هذا العام، وأن معظم الثمار كانت صغيرة وناضجة قبل أوانها بسبب نقص الأمطار والجفاف الذي ضرب المنطقة. وأشار إلى أن ضعف الإنتاج أثر بشكل كبير على دخل العائلات، وأن التكاليف المرتفعة للمياه والأسمدة زادت من صعوبة الاستمرار في رعاية البساتين، مما دفع بعض المزارعين إلى تقليص مساحات الأراضي المزروعة.

من جانبه، أوضح إبراهيم سليمان، وهو مزارع من منطقة العيس جنوب مدينة حلب، أن انخفاض كمية الإنتاج يضاعف الضغوط الاقتصادية على الفلاحين، خاصة مع ارتفاع أسعار الزيت في الأسواق. وأضاف أن الحرارة العالية والتقلبات الجوية الأخيرة أدت إلى نضج مبكر للثمار، مما قلل من كمية الزيت القابلة للاستخراج، معربًا عن تخوفه من أن استمرار هذه الظروف في السنوات المقبلة قد يهدد القطاع بأكمله.

بالإضافة إلى العوامل المناخية، ساهم ضعف الدعم الحكومي، ونقص المياه للري، وارتفاع تكلفة الأسمدة والمبيدات، في زيادة صعوبة الزراعة والضغط على قدرة الفلاحين على إنتاج زيتون بجودة عالية. ومن المتوقع أن يؤدي تراجع الإنتاج هذا العام إلى ارتفاع أسعار الزيتون والزيت في الأسواق المحلية، مما يضع عبئًا إضافيًا على الفلاحين والمستهلكين على حد سواء، مع احتمال زيادة حالات بيع منتجات أقل جودة.

تقييم مديرية الزراعة

أوضح أحمد ياسين، رئيس دائرة الشؤون الزراعية والوقاية في مديرية الزراعة بحلب، لعنب بلدي، أن تقييم موسم الزيتون الحالي في المحافظة تأثر بشكل مباشر بقلة هطول الأمطار، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في الإنتاج. وأشار إلى أن التقارير الأولية من المعاصر والجولات الميدانية أكدت أن قلة الأمطار كانت العامل الرئيسي وراء ضعف المحصول، وأنها أثرت أيضًا على جودة الثمار، حيث ظهرت ظاهرة الثمار المجعدة.

وأضاف ياسين أن العمليات الزراعية المناسبة جرى تقديمها، وأن أغلبية الآفات المنتشرة كانت تحت السيطرة، وأن مديرية الزراعة تقدم الدعم الفني لجميع الفلاحين عند ظهور أي مشكلات تتعلق بتطور المحصول. وتشير الإحصاءات التقريبية الأولية إلى أن إجمالي الإنتاج لن يتجاوز 19,940 طنًا من زيت الزيتون، بسبب بيع بعض المزارعين للزيتون مباشرة كصنف مائدة، إضافة إلى قلة الأمطار والقطف المبكر.

ارتفاع الأسعار ومخاوف الغش

بلغ سعر تنكة الزيت (16 كيلوغرامًا) حاليًا 1,150,000 ليرة سورية، في حين يتحفظ المزارعون على البيع في الوقت الحالي بسبب توقعات ارتفاع الأسعار. وأشار أحمد ياسين إلى وجود مخاوف من الغش واستغلال الوضع الحالي عبر خلط زيت الزيتون بزيوت نباتية أخرى. وقد شكلت مديرية الزراعة لجنة لمراقبة عمل المعاصر للتأكد من جودة الزيت وأخذ عينات منه، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني وتوجيه إنذارات عند المخالفة، بالتنسيق مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

محدودية الدعم

أكد ياسين أن الدعم على المستوى الوزاري محدود ويقتصر على الدعم الفني، وأن أي دعم مادي يعتمد على الجهة المانحة ومعايير محددة. وأشار إلى أن الأراضي تعرضت لتعديات مختلفة، وأن مديرية الزراعة تقوم بتأمين غراس لتعويض نقص الأشجار عبر توزيع غراس بأسعار مدعومة للفلاحين.

وكان عبد الرزاق الطالب، مدير دائرة جبل سمعان الزراعية، قد صرح لعنب بلدي بأن القطاع الزراعي في المحافظة ما زال يواجه تحديات تعيق تعافيه، مثل ارتفاع تكاليف تجهيز الآبار الارتوازية، وارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، وانخفاض أسعار المنتجات الزراعية. وقد دفع ذلك المزارعين إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة، مثل استخدام الأسمدة العضوية.

مشاركة المقال: