وصل المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، إلى إسرائيل، وسط تصاعد التوترات على الحدود السورية الجنوبية. يأتي ذلك عقب قصف إسرائيلي استهدف قرى في ريف درعا الغربي، ردًا على ادعاءات إسرائيلية بإطلاق صواريخ من سوريا سقطت في هضبة الجولان المحتلة.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مصدر "مطلع" لم تسمه، أن توماس باراك وصل إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين، حيث ستركز المناقشات على الوضع في سوريا والتوترات المستمرة بين إسرائيل وتركيا. وذكرت الصحيفة أن باراك زار مرتفعات الجولان مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي.
وكانت إسرائيل قد استهدفت، مساء الثلاثاء، مواقع في ريف درعا جنوبي سوريا. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن بلدة تسيل شهدت قصفًا إسرائيليًا بأربع قذائف على الشارع الرئيس الذي يربطها ببلدة سحم في ريف درعا الغربي. وترافق القصف مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي المسير فوق المنطقة، دون وقوع إصابات.
وبحسب المراسل، فإن القصف الإسرائيلي طال أيضًا بلدة كويا في ريف درعا الغربي، حيث استهدفت قذيفتان الأراضي الزراعية غربي البلدة، دون وقوع إصابات أو أضرار مادية.
يأتي القصف الإسرائيلي ردًا على صاروخين أُطلقا من الأراضي السورية وسقطا في منطقة مفتوحة بهضبة الجولان المحتلة، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وأدانت وزارة الخارجية السورية القصف الإسرائيلي، وقالت إن الأنباء عن القصف من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل "لم تثبت صحتها حتى هذه اللحظة"، وفقًا لما نقلته قناة "الإخبارية السورية".
وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بسماع دوي انفجارات في موقعين بالجولان المحتل، عقب تفعيل صفارات الإنذار، وأكدت أن الصاروخين لم يسفرا عن إصابات أو أضرار.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش رد بنيران المدفعية على نقاط إطلاق الصواريخ التي انطلقت من منطقة قرية تسيل جنوبي سوريا.
وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، مسؤولية إطلاق الصواريخ من سوريا، مهددًا بالرد الكامل في أقرب وقت ممكن، ومضيفًا أن إسرائيل "لن تسمح بالعودة إلى واقع 7 من أكتوبر".
وقال رئيس مجلس الجولان الإقليمي، أوري كيلنر، إنهم تلقوا دليلًا إضافيًا على ضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة الشمالية، مؤكدًا أنه "يجب الرد على الهدوء الذي انكسر في الجولان بعزيمة عملياتية، ولن يكون هناك تسامح مع إطلاق الصواريخ والمخاطرة بحياة السكان".
واعتبر كيلنر أن الجولان ثروة استراتيجية وطنية، وعلى إسرائيل إيصال رسالة واضحة إلى محور إيران و"حزب الله"، وأن أي خرق للسلام سيقابل بالقوة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن القذائف الصاروخية التي أُطلقت من الأراضي السورية باتجاه هضبة الجولان انطلقت من منطقة تسيل، وهي المنطقة التي نفذ فيها الجيش الإسرائيلي عمليات عدة في الفترة الأخيرة. وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ، في نيسان الماضي، عملية توغل برية داخل محافظة درعا، بالتزامن مع قصف جوي، ما تسبب بمقتل مدنيين.