أعلنت مهمة بحرية أوروبية عن إنقاذ عشرة من أفراد طاقم سفينة الشحن "إيترنيتي سي"، بينما لقي ثلاثة آخرون على الأقل مصرعهم، بعد هجوم من الحوثيين اليمنيين أدى إلى إغراق السفينة في البحر الأحمر. وكانت السفينة ترفع العلم الليبيري وتديرها اليونان.
أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) بأن سفينة الشحن "إترنيتي سي"، التي كانت تقل طاقماً مكوناً من 25 فرداً، تعرضت لأضرار جسيمة وفقدت قوة الدفع نتيجة إصابتها بقذائف صاروخية أطلقتها قوارب صغيرة يوم الاثنين. واستمر الهجوم الحوثي حتى يوم الثلاثاء، مما استدعى عمليات بحث وإنقاذ مكثفة خلال الليل.
أعلن الحوثيون، المدعومون من إيران، مسؤوليتهم عن الهجوم على السفينة "إترنيتي سي"، مبررين ذلك بأنها كانت متجهة إلى إسرائيل، وأشاروا إلى نقل عدد غير محدد من أفراد الطاقم إلى "مكان آمن".
من جهتها، ذكرت السفارة الأمريكية في اليمن أن الحوثيين "اختطفوا العديد من أفراد الطاقم الذين نجوا من الغرق"، مطالبة بإطلاق سراحهم الفوري.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات في الفلبين أن 21 من مواطنيها كانوا ضمن طاقم السفينة، كما ضم الطاقم مواطناً روسياً أصيب بجروح بالغة في الهجوم وفقد ساقه.
أعلنت عملية "أسبيدس" التابعة للبعثة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر عن إنقاذ أربعة أشخاص آخرين مساء الأربعاء، بينهم ثلاثة فلبينيين ويوناني، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الذين تم إنقاذهم إلى عشرة أفراد.
نشرت شركة ديابلوس للأمن البحري، ومقرها اليونان، مقطع فيديو يوم الأربعاء يظهر عملية إنقاذ خمسة بحارة على الأقل، وأوضحت أنهم قضوا أكثر من 24 ساعة في الماء، وفقاً لوكالة رويترز. وأكدت الشركة أنها ستواصل البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى الفجر. وأفادت رويترز نقلاً عن شركات أمن بحري بارتفاع عدد القتلى إلى أربعة.
تعد هذه السفينة هي الثانية التي يغرقها الحوثيون خلال أسبوع، بعد إطلاق الجماعة صواريخ وطائرات مسيرة يوم الأحد على سفينة شحن أخرى تحمل العلم الليبيري وتديرها شركة يونانية، تُدعى "ماجيك سيز"، مدعين أنها "تابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة". ونشر الحوثيون مقاطع فيديو لمسلحين يصعدون على متن السفينة ويقومون بتفجيرات أدت إلى غرقها. وقد أنقذت سفينة تجارية عابرة جميع أفراد طاقم السفينة "ماجيك سيز" البالغ عددهم 22 فرداً.
استهدف الحوثيون حوالي 70 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بالإضافة إلى شن هجمات مسلحة بالقوارب الصغيرة في البحر الأحمر وخليج عدن، على غرار أساليب القراصنة. وقد أغرقوا حتى الآن أربع سفن، واستولوا على خامسة، وقتلوا ما لا يقل عن سبعة من أفراد طاقمها.
تزعم الجماعة أن هذه العمليات تأتي في إطار "الإسناد للفلسطينيين" في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وتدعي، بشكل غير دقيق في كثير من الأحيان، أنها تستهدف فقط السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا، بسبب الغارات الجوية التي شنتها هذه الدول على اليمن.
أدانت وزارة الخارجية الأمريكية الهجمات على سفينتي "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي"، مؤكدة أنها "تظهر التهديد المستمر الذي يمثله المتمردون الحوثيون، المدعومون من إيران، على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري الإقليمي". وأكدت الوزارة أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من هجمات الحوثيين.
وفي تطور منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية اعترضت صاروخاً أُطلق من اليمن، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وكان الحوثيون قد وافقوا على اتفاق لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي، بعد سبعة أسابيع من الغارات الأمريكية المكثفة على اليمن رداً على الهجمات على السفن في البحر. ورغم الاتفاق، قال الحوثيون إنه لم يتضمن وقف الهجمات على إسرائيل، التي شنت بدورها هجمات انتقامية متعددة على اليمن.
دعا الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية في أعقاب موجة الهجمات الجديدة، محذراً من أن "البحارة الأبرياء والسكان المحليين هم الضحايا الرئيسيون لهذه الهجمات والتلوث الذي ينتج عنها".
(BBC)