استشهد شخص يوم الاثنين نتيجة استهداف إسرائيلي لسيارة على الطريق السريع في منطقة البيسارية بقضاء صور جنوبي لبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت صباح الاثنين سيارة على طريق الصرفند - البيسارية، مما أدى إلى مقتل شخص لم يتم تحديد هويته.
كما أشارت الوكالة إلى تحليق طائرات إسرائيلية مسيرة على علو متوسط في أجواء إقليم التفاح جنوب لبنان.
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية الجنوبية توتراً متزايداً، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات يومية على عدة بلدات، وكان قد أنذر يوم الخميس الماضي عدة قرى بالإخلاء، في أوسع إنذار منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار قبل نحو عام.
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، سجلت إسرائيل آلاف الخروقات، مما أسفر عن إصابة واستشهاد المئات من اللبنانيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين عن مقتل 15 عنصراً من حزب الله، متهماً إياه بإعادة بناء قدراته منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، وسط مخاوف متزايدة من تصعيد جديد بعد مرور نحو عام على وقف إطلاق النار.
ومع اقتراب الذكرى السنوية لوقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً استمرت عاماً بين إسرائيل وحزب الله، تواصل إسرائيل شن غارات، خاصة على جنوب لبنان، وتحافظ على قواتها في خمس نقاط حدودية يطالب لبنان بالانسحاب منها.
استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق واسعة في جنوب لبنان وشرقه يوم الاثنين، وزعم الجيش الإسرائيلي أنها استهدفت مواقع ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله، وذلك بعد مقتل شخص في غارة إسرائيلية على سيارة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن "القضاء على ثلاثة عناصر إرهابية في حزب الله في ثلاث مناطق مختلفة بجنوب لبنان"، من بينهم سمير علي فقيه، الذي ادعى الجيش أنه "كان يهم بعمليات تهريب أسلحة تابعة لحزب الله إلى مناطق مختلفة داخل لبنان".
وأضاف الجيش: "منذ مطلع الشهر، قضى جيش الدفاع على 15 عنصراً إرهابياً من حزب الله، والذين شكلت أنشطتهم تهديداً لدولة إسرائيل".
وفي وقت سابق، أفادت وزارة الصحة في بيان بأن "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة البيسرية قضاء صيدا أدت إلى استشهاد مواطن"، بينما أكدت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن "مسيرة إسرائيلية استهدفت صباحاً سيارة" على طريق عام رئيسي في جنوب لبنان.
وشاهد مصوّر فرانس برس في موقع الغارة مسعفين يعملون على جمع أشلاء من السيارة المتفحمة، بينما تناثرت قطع منها على الطريق العام وسط زحمة سير.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية يوم الاثنين عن سلسلة غارات إسرائيلية على "المرتفعات بين جبل الرفيع ومرتفعات الجرمق والوادي الأخضر" في منطقة النبطية في جنوب لبنان، وعن غارتين على "تخوم السلسلة الشرقية في قضاء بعلبك" في شرق البلاد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه قصف في جنوب لبنان "موقعاً لحزب الله الإرهابي" استخدم "لإطلاق قذائف صاروخية" و"لوحظت داخله أنشطة إرهابية لحزب الله في الأشهر الأخيرة".
وأشار إلى "استهداف وسائل قتالية موجهة نحو الأراضي الإسرائيلية داخل الموقع".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف في منطقة البقاع "بنى تحتية داخل موقع لإنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية".
وكرّر لبنان خلال الأسبوع الحالي إبداء استعداده للتفاوض مع إسرائيل من أجل وقف ضرباتها التي بلغت ذورتها يوم الخميس مع استهداف مبان في جنوب لبنان، قالت إن حزب الله يستخدمها كبنى تحتية في سياق محاولاته لإعادة بناء قدراته العسكرية.
وفي رسالة وجهها الى المسؤولين والشعب اللبناني الخميس، اعلن حزب الله رفضه أن “يُستدرج” لبنان الى “تفاوض سياسي مع إسرائيل”.
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون الخميس إن “التفاوض هو النتيجة المتاحة لوقف الاعتداءات” الإسرائيلية.
ويتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه برعاية أميركية فرنسية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، من خلال الضربات وإبقاء قوات داخل أراضيه، في حين تتهم الدولة العبرية حزب الله بالعمل على ترميم قدراته العسكرية.
وقرّرت الحكومة اللبنانية، بضغط أميركي، في آب/أغسطس، تجريد حزب الله من سلاحه. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة رفضها الحزب، واصفا القرار بأنه “خطيئة”.