الثلاثاء, 17 يونيو 2025 12:42 PM

تصعيد خطير: ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران تُشعل المنطقة وتثير تساؤلات حول مستقبل الصراع

تصعيد خطير: ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران تُشعل المنطقة وتثير تساؤلات حول مستقبل الصراع

مالك صقور جاءني صوته من وراء المحيطات سعيداً ، وسألني : ألم تفرح بقصف ” إسرائيل ” ؟ . قلت له : كانت الفرحة أكبر لو كان ضرب إسرائيل وقصفها من العرب . وليس من ( المجوس الفرس )!! ، فويل لأمة ضحكت من جهلها الأمم ، وويل لأمة تركت فلسطين الذبيحة ، وأطفال غزة يموتون جوعاً وعطشاً ومرضا ً وتحت الأنقاض والردم . قال تعالى : { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن و السن بالسن والجروح قصاص }؛ ثم : { هذه بتلك والبادي أظلم } ؛ أما سمعت بالحكمة التي تقول : ” الخير بالخير والبادي أكرم ؛ والشر بالشر والبادي أظلم ” ياصاحبي ، تذكر معي قصة أو حكاية ( براقش ) : “على نفسها جنت براقش ” . فالعرب المساكين الدراويش لا يحبون الحروب ، يحبون السلم والسلام . وهاهم قد رفعوا الراية البيضاء .. منهم علناً ومنهم بالخفاء . لكن ياصاحبي ، الذي جرى ، هو حسب المثل القائل : ” رضينا بالغراب والغراب ما رضي فينا ” .

اتضح أن ” إسرائيل ’ المنتصرة منذ سبع وسبعين سنة ، ضاقت عليها أرض فلسطين ، فأرادت أن تحقق حلمها القديم : ” حدودك ياإسرائيل من الفرات إلى النيل “. ولذلك عليها أن تنجز مشروعين مهمين : الأول – قناة ابن غريون من خليج العقبة إلى غزة ، وذلك للقضاء على قناة السويس ، واحتكار الملاحة والتجارة في البحرين المتوسط و الأحمر ؛ ولهذا يجب مسح غزة عن وجه الأرض ، وقتل شعبها أو ترحيله وتهجيره كما جرى عام 1948 . والمشروع الثاني : هو ممر داؤود من الجولان المحتل إلى مدينة البوكمال على الفرات .( وقد خصصت ، سابقاً، حديثا عن هذا الممر ) .

وبما أن بلدان الطوق قد رفعت الراية البيضاء ، بقي أمام مجرم الحرب حاكم الكيان غزة التي استعصت على الجيش الذي لا ينهزم ولا يقهر . صحيح أنه لا توجد غزة فوق الأرض بل مسحت وأضحت البيوت أنقاضاً وركام وصارت عبارة عن خيام متنقلة ، مع ذلك لايسلم هؤلاء الصامدون الصابرون حتى في العراء من قنابل “إسرائيل ” . بقيت اليمن تساند فدائيي غزة .. والعالم كله يتفرج على هذه المجازر . في هذه الأثناء كانت مفاوضات تجري بين أميركا وبين إيران من أجل موضوع قديم هو الملف النووي . وبمناسبة المفاوضات أقول : ( العاقل لا يلدغ من جحر مرتين ) وقبل أن تنتهي المفاوضات ، فوجئ العالم في فجر الجمعة 13 حزيران (يوم الغدير ) ، دون سابق إنذار ، قامت ” إسرائيل ” بقصف إيران في كل محافظاتها ، قصفت المفاعلات النووية ، وقصفت البنى التحتية ، ومرابض الصواريخ ، ومصانع الإسلحة ، والمباني السكنية أيضا ً . واغتالت وزير الدفاع ، ورئيس الأركان ، وقائد الحرس الثوري وعدد آخر من كبار الضباط . بالإضافة إلى عدد من علماء الذرّة . كانت المفاجأة ساحقة وصاعقة . فقد شُلّت قدرات الجيش الإيراني ، وضربت مرابض الدفاع الجوي . ففرح من فرح وابتهج من ابتهج وكانت الفرحة تعم شوارع ” إسرائيل ” ، وكانت النشوة واضحة من حلفاء ” إسرائيل ” . فقد تمكن حاكم الكيان الصهيوني بضربة استباقية مفاجئة أن يجعل إيران كالعصف المأكول . لاسيما ، إن الموساد قد نجح في إختراقات أمنية كبيرة وفظيعة ، حيث تم تجنيد عملاء إيرانيين وتصنيع ورش أسلحة وذخيرة وورش لتصنيع الطائرات المسيرة الإنتحارية . مما جعل رئيس الإمبراطورية الكبرى ” المبشر” بالسلام طرانب يقول : ” هذا عمل رائع ” . ومضى نهار الجمعة مأسوياً أسود . فبالإضافة إلى النشوة والأفراح ، كانت الشماتة واضحة ، وأن إيران انتهت ، وقد تّم تحضير أبن الشاه ، ليتسلم الحكم ، بعد إسقاط النظام .

لكن بعد أقل من 24 ساعة ، حصلت المفاجأة ، التي لم يتوقعها مجرمو الكيان الصهيوني وحلفاؤهم ، إذ من بين الأنقاض ، وقبل أن يدفن الصف الأول من القيادة العسكرية ، ينطلق مارد توقعوا أنه مازال تحت الأنقاض ، ليحدث زلزالاً صاعقا ماحقا على المنشآت الحيوية والعسكرية . وبدأ الصراخ .. من سكان الكيان و الألم والوجع .. وحتى كتابة هذه السطور ، مازال التحدي بين إيران وبين العدو الصهيوني قائماً . ومازالت الصواريخ تنهمر من الطرفين . والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة : يقال ، إن اليهود أذكى شعوب الأرض ، وهم يمتلكون كنوز الذهب والفضة والماس والإعلام في العالم ، وتحت أيديهم حكومات العالم الخفية والعميقة : – فهل ما قامت به ” إسرائيل ” ذكاءً أم غباء أم حماقة ، أم استمراراً لمشروع ” الشرق الأوسط الجديد – الكبير ؛ وإسقاط نظام إيران الحالي ؟ . سمعت السيد طلال أبو غزالة منذ قليل يقول : ” تستطيع إيران محو إسرائيل !! وسمعت كلام عضو في الكنيست يقول : إن نتنياهو لم يستطع خلال سنة وتسعة أشهر ، أن يستولي على غزة ، ولم يستطع إطلاق الرهائن ، فكيف بيوم سيقضي على إيران ؟! ” ويقول محللون يهود : إن نتنياهو يهرب إلى الأمام ، فقد ورط إسرائيل بهذه الحرب كي يحمي رأسه ،من جهة ولكي يجر الولايات المتحدة لهذه الحرب للقضاء على النظام الإيراني .

والنتيجة حتى اللحظة : دمار هائل في إيران . ودمار أكبر في إسرائيل .. والعبرة في الشارع الصهيوني ، فهي المرة الأولى التي يرى سكان إسرائيل هذا الدمار غير المسبوق منذ 1948 وحتى الساعة . ومن غير التكهن بنتائج هذه الحرب ، فإن لم تتدخل أمريكا ، فلن تتوسع دائرة هذه الحرب ، والذي يصمد أكثر هو الذي سينتصر .وثمة ملاحظة ، الشعب الإيراني مع قيادته في هذه الحرب ، ولكن الشعب اليهودي ليس مع حكومته وجيشه .. وكما قلت في البداية : ” الشر بالشر والبادي أظلم (موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: