لم تكن زيارة وفد المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، برفقة شاحنات الإغاثة، إلى محافظة السويداء يوم الأربعاء الماضي، إلا جولة ميدانية لتقييم الأوضاع الإنسانية. إلا أن بعض الجهات المحلية تمكنت من تحويل هذه الزيارة إلى ما وصفته بـ "حدث تاريخي"، والترويج لها على أنها إعلان استقلال وخروج عن سلطة الدولة.
بدأت القصة بدخول الوفد الأممي إلى المحافظة في 20 آب/أغسطس، بهدف معاينة الأوضاع المعيشية والإغاثية. لكن سرعان ما بدأت بعض الأصوات في الترويج لرواية مختلفة تمامًا، حيث تم تصوير الوفد على أنه "إدارة دولية جديدة" للمنطقة، وأن زيارته هي مقدمة لـ "تحقيق الاستقلال"، في محاولة لإقناع الأهالي بأن "الفرج قد جاء".
هذا الخطاب، الذي انتشر بين السكان، لم يكن سوى أداة دعائية تعتمد على التلاعب بالمصطلحات وتضخيم الحدث. ويرى مراقبون أن ما حدث يندرج ضمن أساليب "الحرب الإعلامية"، حيث يتم استغلال أي تحرك خارجي، حتى لو كان ذا طابع إنساني بحت، لتغذية سرديات سياسية متناقضة.
ووفقًا لهؤلاء المراقبين، فإن النتيجة هي وقوع الأهالي بين حقيقتين: حقيقة الزيارة الإنسانية المحدودة، ورواية مصطنعة عن استقلال لم يتحقق. زمان الوصل.