الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 01:25 AM

تظاهرات حاشدة في تل أبيب تزامناً مع لقاء ترامب ونتنياهو لبحث صفقة تبادل الأسرى

تظاهرات حاشدة في تل أبيب تزامناً مع لقاء ترامب ونتنياهو لبحث صفقة تبادل الأسرى

في مساء يوم الاثنين، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة خطة واشنطن لوقف الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

استقبل ترامب نتنياهو عند مدخل البيت الأبيض، معرباً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق، وفقاً لما ذكرته هيئة البث العبرية.

بالتزامن مع هذا اللقاء، شهدت تل أبيب تظاهرات لمئات الإسرائيليين أمام السفارة الأمريكية، مطالبين بإبرام صفقة لإعادة الأسرى المحتجزين في غزة، حسب ما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ونقلت الصحيفة عن عيناف، والدة الأسير ماتان تسنغاوكر، قولها من أمام السفارة: "نتنياهو يلتقي الآن بالرئيس ترامب، والجحيم الذي يعيشه ماتان يمكن أن ينتهي، والأمر كله يعتمد على شخص واحد"، في إشارة إلى نتنياهو.

وأضافت: "إذا قرر نتنياهو استجماع شجاعته لمعارضة (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير والاستماع إلى الرئيس ترامب، فسنتمكن من استقبال جميع المختطفين بأذرع مفتوحة في اتفاق شامل وإنهاء الحرب".

وتوعدت والدة الأسير الإسرائيلي نتنياهو بأنه "إذا عرقل الاتفاق، فسنواصل ملاحقته هو وعائلته ليلا ونهارا، في إسرائيل وخارجها".

وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بإفشال أي فرصة للتوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب وإعادة ذويهم حفاظا على مصالحه السياسية والبقاء في الحكم، على الرغم من موافقة حركة حماس على مقترحات الوسطاء لصفقة جزئية وكذلك شاملة.

وكان الرئيس الأمريكي قد صرح لقناة "13" العبرية الخاصة، بأن هناك "تقدما جيدا جدا وملحوظًا في القضايا المطروحة"، في إشارة إلى خطته ذات الـ21 نقطة التي طرحها لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

كما نقلت القناة "12" العبرية عن ترامب قوله: "نحن في المراحل النهائية لإبرام صفقة بين إسرائيل وحماس"، وفق ادعائه.

وأشار إلى أن "الآلية المقترحة تشمل مجلسا دوليا وعربيا بمشاركة السلطة الفلسطينية، إضافة إلى حكومة تكنوقراط محلية في غزة".

وعلى خلاف ما جرى نقله عن ترامب، أفادت هيئة البث بأن مقربين من نتنياهو قالوا إنه "لا تزال هناك فجوات بين ترامب ورئيس الوزراء (الإسرائيلي) فيما يخص بنود الصفقة المحتملة".

وأضاف المقربون من نتنياهو أنه "من المستبعد أنّ يصل ترامب ورئيس الوزراء إلى اتفاق نهائي بشأنّ الصفقة".

وأشاروا إلى أنّ "قضية تفكيك حماس، على رأس الخلافات بين ترامب ونتنياهو".

وكان ترامب قد طرح في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، خطة من 21 بندا لإنهاء الحرب على غزة، خلال لقاء مع قادة دول عربية وإسلامية باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، تتضمن الخطة وقفا فوريا للعمليات العسكرية، وتجميد "خطوط القتال"، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين خلال 48 ساعة.

كما تنص على تشكيل هيئتين، دولية وفلسطينية، لتولي إدارة قطاع غزة تدريجياً، دون إشراك حماس، في أي دور سياسي أو أمني، وفق الصحيفة.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة على القطاع، كما يستمر في انتشاره بريا في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، مع استمراره بقصف وتفجير المباني والمنشآت السكنية في تلك المناطق، ضمن مساعيه لاحتلال المدينة وتهجير الفلسطينيين منها.

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وكان ترامب كتب على شبكته تروث سوشال الأحد "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق شيء عظيم في الشرق الأوسط"، مضيفا "الجميع مستعد لشيء لافت، إنها سابقة. وسنحقق ذلك".

وينتظر ترامب "من الطرفين" أن يقبلا بالخطّة الجديدة لواشنطن، على ما قالت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت الإثنين في إحاطة إعلامية.

وقالت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إن "كلا الجانبين سيضطران إلى تقديم بعض التنازلات لتحقيق ذلك".

وهذه الزيارة الرابعة التي يجريها نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة في كانون الثاني/يناير. ومن المقرر أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا الإثنين عند الساعة 17,15 ت غ.

وخلال الأشهر التسعة الماضية، لم يهتز دعم ترامب الثابت لإسرائيل، لكن أفكاره لإنهاء النزاع الذي اندلع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 تباينت بشكل كبير ولم تتوافق دائما مع أفكار ضيفه.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فيواصل التشبّث بمواقفه الحازمة، لكنه يواجه عزلة دولية وتظاهرات في إسرائيل تدعوه إلى وقف الحرب وإعادة الرهائن.

وحضّت عائلات الرهائن الإسرائيليين الرئيس الأميركي على التمسك بالخطة التي اقترحها لإنهاء حرب غزة.

وجاء في رسالة مفتوحة وجّهها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إلى ترامب "نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه".

وفي غزة حيث حلّ الخراب والدمار بعد قرابة سنتين من الحرب، لا يتوقّع البعض من هذا اللقاء أيّ خرق.

وقال محمد أبو ربيع (34 عاما) الذي يقيم في مخيم الشاطئ لوكالة فرانس برس "لا أتوقع أي شيء من ترامب، لأن ترامب يدعم نتنياهو في تدمير قطاع غزة وتهجير الناس".

واعتبرت صباح الجديلي (40 عاما) التي انتقلت إلى مدرسة الفلاح للنازحين في حي الزيتون أنه "لو أراد ترامب أن يحل الأزمة لفعل ذلك"، مشيرة إلى أن "الخطة ممتازة، فبالنسبة لنا نحن في غزة المهم هو أن يتم وقف الحرب ولا نهتم للتفاصيل، ولا يهمني من يحكم غزة بعد ذلك. نريد أن نعيش". وأعربت عن أملها في أن "يعمل ترامب لإجبار نتنياهو وحماس على حلّ" النزاع.

يَعد أحدث مقترح أميركي سبق أن عرضه ترامب على نتنياهو عبر الهاتف وعلى عدد من الزعماء العرب شخصيا، بإحلال السلام في القطاع الفلسطيني الذي تحول إلى أنقاض نتيجة الهجوم الإسرائيلي.

وقال ترامب الجمعة أمام صحافيين في واشنطن "أظن أن لدينا اتفاقا" بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وفي الوقت نفسه تقريبا، ألقى نتنياهو خطابا عالي النبرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، اعتبر فيه أن قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة "انتحار" للدولة العبرية، متعهدا "إنجاز" القضاء على حركة حماس.

ووفقا لمصدر دبلوماسي، تتضمن الخطة الأميركية المؤلفة من 21 بندا وقفا دائما لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانسحابا إسرائيليا وحكما مستقبليا لغزة بدون حماس.

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وموقع "أكسيوس" الأميركي الإخباري، سيجري الانسحاب الإسرائيلي على مراحل وسيفرج عن الرهائن في غضون 48 ساعة من وقف إطلاق النار. وفي المقابل، ستحرّر إسرائيل أكثر من ألف سجين فلسطيني، من بينهم أسرى يمضون محكوميات بالسجن مدى الحياة.

وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأنّ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي أدى دور وسيط للسلام في الشرق الأوسط بين عامَي 2007 و2025، قد يكون له دور قيادي في السلطة الانتقالية لقطاع غزة في إطار الخطة الأميركية المقترحة.

وستعمل هذه الهيئة تحت مسمّى "السلطة الدولية الموقتة في غزة" بدعم من الأمم المتحدة ودول الخليج قبل تسليم الحكم إلى سلطة فلسطينية خاضت إصلاحا واسعا.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد عن شكوكه في جدوى إصلاح السلطة الفلسطينية، مشككا في تصريحات لقناة "فوكس نيو" في "صدقية أو احتمال… أن تتغيّر السلطة الفلسطينية بالكامل وتتحوّل إلى هيئة تقبل بدولة يهودية وتعلم أطفالها التعايش والصداقة مع الدولة اليهودية بدلا من تمضية حياتهم في محاولة تدميرها" ومقرّا "لا أعتقد أن ذلك سيحدث".

ويؤكد خبراء أن نتنياهو لا يستطيع تحمل تبعات إزعاج حليفه الرئيسي الوحيد.

وقال ناتان ساكس من معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن "لدى نتنياهو تفضيلا واضحا لمواصلة الحرب وهزيمة حماس، ولكنني لا أعتقد أنه سيكون من المستحيل على ترامب إقناعه بخلاف ذلك".

لكن ذلك سيكون مشروطا بدفاع "واشنطن عن رؤية بالغة الوضوح بأسلوب منضبط ومتواصل"، وهو ما يمثل "تحديا حقيقيا" للرئيس الأميركي الذي تتسم توجهاته الجيوسياسية بالتقلّب الشديد، كما أشار الباحث.

وأضاف أن الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما معروف بأنه "يتأثر بآخر شخص يتحدث إليه، خصوصا إذا كان شخصا يجيد الإقناع، ونتنياهو بارع جدا في إقناع ترامب".

فعلى سبيل المثال، عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي البيت الأبيض في تموز/يوليو، كان الرئيس الأميركي مسرورا جدا بإعلان نتنياهو ترشيحه لجائزة نوبل للسلام.

وستكون قضية الضفة الغربية المحتلة محورية أيضا الإثنين.

والأسبوع الماضي، حذر ترامب من ضمها، في وقت كان عدد من الوزراء في حكومة نتانياهو يحضّون على هذه الخطوة، ردا على اعتراف دول غربية بدولة فلسطين.

وقال ترامب الخميس "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لا، لن أسمح بذلك. هذا لن يحدث".

وأشار ناتان ساكس إلى أن تداعيات ذلك على رئيس الوزراء الإسرائيلي ليست سهلة.

فقد يعقّد الضغط العلني الذي يمارسه ترامب من موقف نتانياهو ضمن ائتلافه الحاكم. لكن هذا الرفض القاطع من رئيس أميركي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط اليمين الإسرائيلي، قد يتيح له أيضا، وفقا للباحث، "مخرجا" من مطالب الضم هذه.

وقبيل الاجتماع المرتقب بين نتنياهو وترامب، شدّد وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش الإثنين على وجوب محافظة الجيش على "حرية كاملة لتنفيذ عمليات" في غزة. كما أعرب عن رفضه لأي دور مستقبلي لقطر في القطاع.

وأدى هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى مقتل 1219 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة فرانس برس بالاستناد إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون أيضا 251 رهينة واقتادوهم إلى قطاع غزة حيث لا يزال 47 منهم، من بينهم 25 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

واستشهد في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة ردا على الهجوم، 66055 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة في حكومة حماس التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مشاركة المقال: