أعلنت وزارة الصحة السورية عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 53 آخرين كحصيلة أولية، جراء تفجير استهدف كنيسة مار الياس في منطقة الدويلعة بدمشق.
وفي بيان نشرته وزارة الداخلية عبر “فيسبوك” مساء الأحد 22 حزيران، أفادت بأن انتحاريًا يتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” اقتحم كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث قام بإطلاق النار قبل أن يفجر نفسه بواسطة سترة ناسفة.
أضاف البيان أن المعلومات الأولية تشير إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وأن الوحدات الأمنية طوقت موقع الحادث على الفور، وبدأت الفرق المختصة بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم.
وأفاد مراسل عنب بلدي بفرض قوى الأمن الداخلي السورية طوقًا أمنيًا حول المنطقة، بالتزامن مع جهود فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا.
من جهته، أدان محافظ دمشق، محمد ماهر مروان، الانفجار الذي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة، واصفًا إياه بـ “العمل الإرهابي المجرم”. وأكد في بيان نشرته المعرفات الرسمية للمحافظة أن هذه الأعمال لن تثني إرادة الدولة والمجتمع في مسيرة البناء والاستقرار، مطمئنًا بأن الأجهزة الأمنية المختصة تتابع الحادثة لكشف ملابساتها وملاحقة الفاعلين لإنزال العقاب العادل بهم.
وشدد مروان على أن المحافظة ستتابع الأمر بكل حزم وبالتعاون مع الأجهزة المعنية لإحقاق الحق وإنزال أقصى العقوبات بحق كل من شارك أو دبر أو خطط لهذا العمل الإجرامي، مع تقديم التعازي لذوي الضحايا وأسرهم، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع الجهات المعنية وتقديم أي معلومات تساهم في كشف الحقائق.
كما أدان وزير الإعلام، حمزة مصطفى، التفجير الذي استهدف الكنيسة في منشور له على “إكس”، وتقدم بأحر التعازي لذوي الضحايا. وأوضح أن هذا العمل الجبان يتعارض مع قيم المواطنة التي تجمع السوريين، مؤكدًا “أهمية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وتعزيز روابط التآخي بين جميع مكونات المجتمع”، وأكد تعهد الدولة ببذل جميع الجهود لمحاربة التنظيمات الإجرامية، وضمان حماية المجتمع من أي اعتداءات تهدد سلامته.
وفي سياق متصل، كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد ذكرت في 9 من نيسان الماضي، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أظهر نشاطًا متجددًا في سوريا واستعاد قوته، واستقطب مقاتلين جددًا وزاد من عدد هجماته، وفقًا لمسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، ما يزيد خطر عدم الاستقرار في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن تنظيم “الدولة” بعيد عن قوته التي كان عليها قبل عقد من الزمان، عندما كان يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، إلا أن الخبراء يحذرون من أنه قد يجد طريقة لتحرير آلاف من مقاتليه المتمرسين المحتجزين في سجون “قسد”.
وكان كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قد قدموا في آذار الماضي إلى الكونجرس تقييمهم السنوي للتهديدات العالمية، وخلصوا إلى أن تنظيم “الدولة” سيحاول استغلال سقوط نظام الأسد لتحرير السجناء، وإحياء قدرته على التخطيط وتنفيذ الهجمات.
من جانبه، قال الباحث في شؤون الجماعات الجهادية عرابي عرابي في حديث سابق إلى عنب بلدي، إن التحذيرات الغربية تؤكد أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات كامنة ويُعيد تنظيم صفوفه بهدوء، في محاولة للظهور كفاعل ميداني في المعادلة السورية المقبلة.