أفاد تقرير للأمم المتحدة صادر يوم الثلاثاء 19 آب، بعودة ما يزيد على 746,000 لاجئ سوري إلى بلادهم منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024 وحتى نهاية تموز الماضي. وتوقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في تقريرها استمرار ارتفاع أعداد العائدين.
أشار التقرير إلى أن غالبية العائدين قدموا من دول الجوار، وعلى رأسها تركيا ولبنان، يليهما العراق والأردن ومصر. بالإضافة إلى ذلك، عاد أكثر من 1.5 مليون نازح داخلي إلى ديارهم منذ نهاية تشرين الثاني 2024، بالتزامن مع بداية عملية “ردع العدوان” العسكرية التي أطاحت بالنظام السابق. وتعتبر سوريا من بين الدول التي تضم أكبر عدد من النازحين داخليًا على مستوى العالم، حيث يبلغ عددهم 7.4 مليون نازح، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
16 مليون بحاجة لمساعدات
تقدر الأمم المتحدة أن حوالي 16.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية بحلول نهاية عام 2025. ومن أصل 575,4 مليون دولار أمريكي مطلوبة لعملية سوريا في العام الحالي، تمكنت الأمم المتحدة من تأمين 22% من المبلغ، وفقًا للتقرير. وحتى تاريخ نشر التقرير، تلقت 105,750 أسرة في جميع أنحاء سوريا مواد إغاثة أساسية خلال العام الحالي.
العدد الأكبر من تركيا
شهدت عودة السوريين كثافة ملحوظة منذ سقوط النظام، نتيجة لتغير الوضع السياسي وتوقف العمليات العسكرية على نطاق واسع. وتعد تركيا الدولة الأكثر استضافة للاجئين السوريين، حيث تستضيف نحو 2.5 مليون لاجئ تحت بند الحماية المؤقتة، وفقًا لإحصائيات إدارة الهجرة التركية. ووفقًا لبيانات إدارة الهجرة بوزارة الداخلية التركية الصادرة في 14 آب الحالي، عاد 411,649 سوريًا إلى وطنهم.
411 ألف سوري يعودون من تركيا منذ سقوط الأسد
أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، يوم الاثنين 18 آب، عن السماح بعبور السوريين المغتربين عبر المعابر الحدودية مع تركيا دون إذن مسبق. وأوضحت الهيئة في تنويه نشرته على “فيسبوك“، أن السلطات التركية أصدرت مذكرة تتضمن القواعد الناظمة لإجراءات دخول وخروج المواطنين السوريين حاملي الإقامات خارج تركيا، بالإضافة إلى السوريين الحاصلين على جنسية دولة ثالثة عبر المعابر الحدودية المشتركة (كسب، باب الهوى، الحمام، السلامة، الراعي، جرابلس).
“المنافذ” تعلن السماح بعبور السوريين المغتربين من تركيا
أعداد أقل من أوروبا
على الجانب الآخر، كانت عودة السوريين من الدول الأوروبية بنسب أقل مقارنة بدول الجوار، على الرغم من برامج العودة الطوعية المدعومة التي أطلقتها بعض الدول. عاد 4000 لاجئ سوري من ألمانيا منذ سقوط النظام السوري السابق، في 8 كانون الثاني 2024، بحسب دراسة استقصائية لقناة “ARD” الألمانية. وذكرت الدراسة أن 995 من العائدين حصلوا على منحة لتغطية تكاليف السفر في إطار برنامج العودة الطوعية الذي تنفذه الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات، بحسب ما نقله موقع قناة “DW“، اليوم، 7 آب. وأضافت أن 193 سوريًا آخرين غادروا البلاد بدعم من برامج العودة الخاصة التي تنفذها الولايات الألمانية. ويتضمن هذا الدعم تكاليف السفر ويُمنح كل شخص عائد مبلغ 1000 يورو كمساعدة أولية تُعرف بـ “الحافز المبدئي”.
وأشار موقع القناة الألمانية إلى أن 2727 مواطنًا سوريًا غادروا ألمانيا، حتى نهاية شهر حزيران الماضي، دون الحصول على أي دعم مالي، فيما أوضحت وزارة الداخلية الألمانية أنه لا توجد بيانات رسمية تؤكد أن هؤلاء الأشخاص قد عادوا بالفعل إلى سوريا.
عودة 4000 لاجئ سوري من ألمانيا منذ سقوط النظام
بالمقابل، لا يزال الوضع الأمني في البلاد متقلبًا في بعض المناطق، ولا تزال الظروف الإنسانية والاقتصادية متردية، مع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، وفق ما أشار إليه تقرير الأمم المتحدة.