الجمعة, 8 أغسطس 2025 01:17 PM

تونس وغيابها عن بيان الدعم العربي لإيران: هل هو نأي بالنفس أم تحفظ على بعض النقاط؟

تونس وغيابها عن بيان الدعم العربي لإيران: هل هو نأي بالنفس أم تحفظ على بعض النقاط؟

أثارت عدم مشاركة تونس في البيان المشترك للدول العربية والإسلامية بشأن التصعيد الإسرائيلي ضد إيران تساؤلات عديدة، رغم التقارب الأخير بين البلدين. البيان، الذي صدر عقب مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره التونسي محمد علي النفطي، دفع إلى قراءات مختلفة حول موقف تونس.

فقد وقّع وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية على البيان الذي يدين الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، معتبراً إياها خرقاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعوا إلى احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وتسوية النزاعات بالسبل السلمية.

تونس كانت واحدة من خمس دول عربية لم توقع على البيان، إلى جانب لبنان وسوريا وفلسطين والمغرب. إلا أن علاقات تونس المتنامية مع إيران، والتي تجسدت في زيارة الرئيس قيس سعيد إلى طهران لتقديم التعازي بالرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي وإعفاء الإيرانيين من تأشيرة الدخول، جعلت غيابها عن التوقيع مثار استغراب.

يرى محللون أن عدم توقيع تونس يعكس رغبتها في النأي بالنفس عن الصراع. السفير التونسي السابق عبد الله العبيدي أوضح أن موقف تونس من إسرائيل ثابت ورافض لما يعتبره "عربدة إسرائيلية"، مشيراً إلى أن تونس أصدرت بياناً رسمياً بشأن التصعيد الأخير، لكنه رجح وجود تحفظات تونسية على بعض النقاط الواردة في البيان المشترك.

المحلل السياسي عبد السلام الزبيدي ربط غياب تونس بموقفها العام من التصعيد، مشيراً إلى تأخرها في إصدار بيان رسمي، وعدم تطرق الرئيس قيس سعيد إلى الملف، معتبراً أن الاكتفاء ببيان وزارة الخارجية يعكس حذراً. وأضاف أن الاتصال بين وزيري الخارجية التونسي والمصري يوحي بأن موضوع البيان كان مطروحاً. وخلص إلى أن تونس اختارت إعلان موقف واضح ضد الهجوم الإسرائيلي، مع دعوة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها، لتجنب التبعات المحتملة بعد الحرب، مستفيدة من "درس التجربة السورية".

مشاركة المقال: