الأحد, 29 يونيو 2025 01:43 AM

جريمة مروعة تهز تركيا: السجن المؤبد لجنود عذبوا لاجئين سوريين حتى الموت في هاتاي

جريمة مروعة تهز تركيا: السجن المؤبد لجنود عذبوا لاجئين سوريين حتى الموت في هاتاي

أصدرت محكمة تركية حكمًا بالسجن المؤبد مرتين على أربعة جنود من قوات الدرك، من بينهم ضباط، بعد إدانتهم بتهمة تعذيب لاجئين سوريين حتى الموت. وقعت هذه الجريمة المروعة داخل مركز حدودي في منطقة الريحانية التابعة لولاية هاتاي، جنوب تركيا، بالقرب من الحدود السورية، وقد هزت القضية الرأي العام التركي والدولي قبل عامين.

تعود تفاصيل الحادثة إلى مساء الحادي عشر من شهر مارس/آذار عام 2023، عندما أُلقي القبض على تسعة لاجئين سوريين أثناء محاولتهم عبور الحدود التركية السورية بطريقة غير قانونية. نُقل اللاجئون إلى مركز شرطة الدرك المعروف باسم "كافالجيك شهيد إرغوخان تشاكير" في الريحانية. ووفقًا لتقرير الاستلام، لم تظهر على اللاجئين أي علامات واضحة تدل على تعرضهم للاعتداء عند دخولهم المركز.

لكن موقع halktv التركي كشف عن تفاصيل صادمة لما جرى بعد ذلك، حيث تعرض اللاجئون لتعذيب وحشي استمر لساعات. شمل التعذيب الضرب المبرح بالعصي الخشبية والحديدية، وإجبارهم على شرب الديزل، وسحل أجسادهم على سلالم حديدية. بدأت مجموعة تتألف من حوالي 20 جنديًا بضرب اللاجئين بالعصي والأسلاك، ثم وضعوهم في قفص شبكي وواصلوا ضربهم بين الحين والآخر. وفي أثناء ذلك، أحضر الجنود رجلًا آخر، يتراوح عمره بين 55 و 60 عامًا، تبين لاحقًا أنه سوري الجنسية، ووضعوه في القفص، ثم أقدموا على ضربه معهم. بعد ذلك، جُرّد الجميع من ملابسهم وصُب عليهم الماء بالدلاء.

أُخرج اللاجئون السوريون المحتجزون من القفص واقتيدوا إلى مبنى مركز الشرطة. حاول السجانون وضع أحد اللاجئين في سيارة كانت متوقفة أمامهم، لكنه لم يتمكن من النهوض. عندها، قاموا بجره من ذراعه ووضعه في السيارة، ورغم محاولتهم إجباره على الكلام، لم يستجب.

نتيجة للتعذيب، لقي اثنان من اللاجئين حتفهم. وكشفت التحقيقات أن أحدهما دُفن سرًا في ساحة الخردة التابعة للمركز، بينما أُلقيت جثة الآخر أمام مركز الترحيل دون تقديم أي إسعافات. كما أُصيب أربعة لاجئين آخرين بجروح خطيرة، وقدموا إفادات مفصلة عن التعذيب الذي تعرضوا له.

شملت التحقيقات 22 جنديًا، اعترف أربعة منهم، بمن فيهم قادة المركز، بتفاصيل الجريمة. وأكدت الإفادات أن التعذيب كان ممنهجًا ويجري بأوامر مباشرة من الضباط، الذين هددوا الجنود بعدم التدخل أو كشف ما يحدث. وفي نهاية المطاف، أصدرت المحكمة أحكامًا بالسجن المؤبد مرتين بحق أربعة من المتورطين الرئيسيين، وأصدرت أحكامًا متفاوتة بحق آخرين، بينما تمت تبرئة 11 جنديًا، ولا يزال التحقيق جاريًا مع الباقين.

نقل المصدر عن أحد الناجين قوله: "وُضعت رؤوسنا بين درجات سلم خشبي، ثم تعرضنا للضرب المتواصل. أجبرونا على خلع ملابسنا وسكبوا الماء علينا، وأحد رفاقنا كان يصرخ: لا تجبروني على شرب المازوت. بعد فترة، فقد الوعي ولم يستيقظ بعدها." وأكد بعض الجنود أن الأوامر كانت صريحة بعدم الاقتراب من مكان الصراخ، وأن القادة كانوا على علم تام بما يحدث، بل وأشرفوا عليه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: