الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 02:02 AM

جمعية القلب السعودية تطلق حملة توعوية شاملة في الرياض بمناسبة اليوم العالمي للقلب

جمعية القلب السعودية تطلق حملة توعوية شاملة في الرياض بمناسبة اليوم العالمي للقلب

في إطار جهودها لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية صحة القلب والوقاية من الأمراض، أقامت جمعية القلب السعودية فعالية توعوية متميزة في مدينة الرياض، وتحديدًا في (ذا فيو مول)، وذلك احتفالًا باليوم العالمي للقلب الذي يوافق 29 سبتمبر من كل عام. يهدف هذا اليوم إلى إبراز خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تعتبر السبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم، والتأكيد على أن الوقاية المبكرة واتباع نمط حياة صحي هما خط الدفاع الأمامي لمواجهة هذه التحديات الصحية.

أكد الدكتور وليد الحبيب، استشاري أمراض القلب والقصور القلبي ورئيس جمعية القلب السعودية، أن أمراض القلب لا تزال تشكل التحدي الصحي الأكبر على الصعيدين العالمي والمحلي. وأشار إلى أن حملة هذا العام تأتي تحت شعار (س ت ض ح ك)، وهو اختصار لأهم عوامل الخطر المتمثلة في: السكري والسمنة، التدخين والتغذية، ضغط الدم، الحركة، والكوليسترول. وأضاف أن الجمعية تسعى من خلال هذه الحملات إلى الوصول إلى مختلف فئات المجتمع، وزيادة الوعي بخطورة هذه الأمراض وكيفية الوقاية منها، خاصةً وأن السمنة أصبحت من أخطر الأسباب التي تتطلب مواجهة شاملة.

كما أوضح أن مستهدفات رؤية المملكة 2030 وضعت صحة المواطن في مقدمة الأولويات، مما يعزز أهمية المبادرات التوعوية في دعم بناء مجتمع صحي وحيوي.

من جهتها، أكدت الدكتورة ريهام البابطين، استشارية طب الأسنان بمركز الأسنان الجامعي، على العلاقة الوثيقة بين صحة الفم والأسنان وصحة القلب، موضحة أن البكتيريا الناتجة عن التهابات اللثة يمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم وتؤثر على جهاز المناعة وصحة القلب. وشددت على أن الزيارة الدورية لطبيب الأسنان، بدءًا من الطفولة وحتى الشيخوخة، تعتبر خطوة أساسية للوقاية. وأضافت أن مرضى السكري والقلب هم أكثر عرضة لمضاعفات التهابات الفم، مما يستدعي تعاونًا أكبر بين أطباء الأسنان والتخصصات الطبية الأخرى. وأشارت إلى أن الطب الشمولي ينظر إلى صحة الإنسان كوحدة متكاملة، وأن إهمال صحة الفم قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على جودة الحياة.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مبارك عبد الهادي الدوسري، استشاري أمراض القلب، أن أمراض القلب لا تقتصر على كبار السن فقط، بل يمكن أن تظهر في مختلف المراحل العمرية، من الطفولة إلى الشيخوخة. وحث على إجراء الفحوص المبكرة، خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة. وقدم نصائح عملية للوقاية، من أبرزها الالتزام بالأدوية للمرضى بعد الخمسين، والمتابعة الطبية الدورية، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام. وحذر في الوقت نفسه من التدخين الإلكتروني، مؤكدًا أنه قد يكون أخطر من التدخين التقليدي وفقًا لنتائج بعض الدراسات، حيث يؤثر سلبًا على القلب والرئة والدماغ.

واتفق الأطباء المشاركون على أن الوقاية تبدأ من وعي الفرد والتزامه بنمط حياة صحي يجمع بين التغذية السليمة، والنشاط البدني المنتظم، والامتناع عن التدخين، والعناية بصحة الفم، والمتابعة الطبية الدورية. وأكدوا أن الوقاية خير من العلاج، وأن تضافر الجهود بين الأطباء والمجتمع سيساهم في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع صحي وحيوي.

يذكر أن الفعالية شهدت حضورًا واسعًا من الزوار وتغطية إعلامية ملحوظة، حيث أتيحت للزوار فرص إجراء فحوصات مجانية شملت قياس ضغط الدم، والسكر، والكوليسترول، ومؤشرات السمنة، بالإضافة إلى محطات تفاعلية للتوعية الصحية. كما قدم الأطباء والاستشاريون المشاركون استشارات مباشرة، ركزت على أهمية العادات الصحية وتجنب عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

مشاركة المقال: