أعلنت محافظة حلب، نقلاً عن مديرية الصحة، عن انخفاض في حالات الإصابة بالإنفلونزا خلال الأسابيع القليلة الماضية مقارنة بالعام السابق. وأكدت المحافظة في بيان لها بتاريخ 4 كانون الأول الحالي، استنادًا إلى فرق الترصد التابعة لصحة حلب، عدم وجود أي دلائل تشير إلى ظهور تحور جديد للفيروس أو زيادة غير معتادة في معدل انتشاره.
وأوضحت البيانات الصادرة عن المحافظة أن عدد الحالات المؤكدة خلال الشهر الماضي كان محدودًا، ولم يتم تسجيل أي وفيات مرتبطة بالإنفلونزا. كما كانت جميع نتائج فحوصات فيروس كورونا سلبية.
وأرجعت الجهات الصحية الزيادة الطفيفة التي لوحظت في بداية الشهر إلى العوامل المناخية، وخاصة الجفاف وتأخر حلول فصل الشتاء. ودعت الجهات الصحية المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية الأساسية، وضرورة مراجعة المراكز الصحية عند ظهور أعراض حادة، مؤكدة أن الوضع الصحي في المحافظة مستقر.
وفي تصريح لعنب بلدي، أوضح الدكتور بشار عبيد، رئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة حلب، أن الزيادة في حالات الإنفلونزا خلال هذه الفترة تعتبر أمرًا طبيعيًا ومتكررًا سنويًا، مشيرًا إلى أن الفيروس المنتشر حاليًا يصيب الأطفال بشكل أكبر، وذلك بسبب ضعف المناعة لديهم نسبيًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالأعراض.
لا فروق شاسعة
أكد الدكتور بشار عبيد أن الأعراض السريرية لا تختلف كثيرًا عن المواسم السابقة، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة، والتعب العام، والشعور بالمرض. ومع ذلك، يبدو التعب أكثر وضوحًا لدى بعض الأطفال، مما يدفع الأهل إلى زيارة المستشفيات خلال اليومين أو الثلاثة الأولى من المرض، خاصة عند صعوبة تحمل الأعراض.
وبحسب الدكتور عبيد، تُظهر بيانات الترصد والمخططات البيانية المعتمدة لدى المديرية أن المنحنى الوبائي الحالي لا يختلف بشكل كبير عن منحنيات السنوات الماضية، حيث لا توجد فروق كبيرة بين الموجة الحالية والموجات التي سُجلت في السنوات السابقة.
وأضاف أن اتساع مدينة حلب وعودة السكان إلى مناطقهم وزيادة الازدحام في المدارس ساهمت في ارتفاع عدد الإصابات، لكن ذلك يبقى ضمن الحدود الموسمية المعتادة ولا يشير إلى مستوى تفش عالٍ. وأشار أيضًا إلى أن غياب التدرج الطبيعي في دخول فصل الشتاء هذا العام، وما يرافقه من فروقات حرارية كبيرة بين النهار والليل، ساعد في انتشار العدوى بشكل أسرع بين الأطفال. ومع ذلك، شدد على أن الوضع الوبائي العام ما يزال طبيعيًا بالنسبة لهذه الفترة من السنة، ولا يستدعي القلق.
من جهته، دعا محافظ حلب، عزام غريب، عبر منشور على فيسبوك، السكان إلى الاطمئنان، موضحًا أن الإنفلونزا فيروس موسمي معروف ومتكرر في سوريا. وقال إن المحافظة تعمل بالتنسيق مع مديرية الصحة على متابعة الوضع الصحي وتوفير الدعم اللازم. وطالب الأهالي باتباع إجراءات بسيطة مثل غسل اليدين، وارتداء الكمامة عند الضرورة، وتجنب الأماكن المزدحمة.
ويأتي هذا الأمر بعد تسجيل تخوف واسع بين أهالي حلب خلال الأيام الماضية، وتداولت أحاديث عن احتمال عودة انتشار فيروس كوفيد-19 أو ظهور متحور جديد منه، خاصة مع ازدياد حالات الإنفلونزا بين الأطفال.