الجمعة, 11 يوليو 2025 12:18 AM

حمص وحماة تستعيدان ذكريات جرائم الحرب وتطالبان بالعدالة لضحايا الشبيحة

حمص وحماة تستعيدان ذكريات جرائم الحرب وتطالبان بالعدالة لضحايا الشبيحة

في ظل استمرار السعي لمحاسبة رموز النظام السابق ومجرمي الحرب من الشبيحة الذين اقترفوا أفظع الجرائم بحق الشعب السوري، يسترجع أهالي مدينتي حمص ومحافظة حماة ذكريات مؤلمة لبعض الأسماء التي لا تزال محفورة في ذاكرتهم، بسبب ما ارتكبته من أعمال قتل وتعذيب وخطف وتهجير خلال سنوات الحرب.

مجرم حرب ارتكب مجازر وخطف المدنيين

يستذكر محمد الشيخ، أحد سكان مدينة حمص، تفاصيل عن المجرم شجاع العلي، الذي كان من أبرز الشخصيات المسلحة الموالية للنظام سابقاً، وقاد مجموعة مسلحة اشتهرت بالخطف والقتل في ريف حمص الشمالي، وتورط في عدة مجازر بحق المدنيين العزل. وذكر الشيخ لمنصة سوريا ٢٤: "كان شجاع العلي من أبناء إحدى القرى في شمال غرب حمص، واشتهر بجرائم القتل والاختطاف والنهب، وخاصة مجزرة الحولة، حيث قتل العشرات بوحشية. كما نفذ مجزرة أخرى قرب مصفاة حمص، حيث كان يوقف الحافلات والسيارات على الطرق العامة، ويقتل الركاب دون تمييز، ثم يلقي بجثثهم في نهر العاصي".

وأضاف: "لم يفرق بين النساء والأطفال والرجال، بل كان يخطف الجميع، خاصة على الطرق المؤدية إلى لبنان، ثم يطالب بفدية مالية تتراوح بين عشرة آلاف دولار وأكثر لكل شخص، مدعياً أن لديه أيتامًا يعولهم، لكن جرائمه كانت واضحة ولا يمكن تبريرها". وأشار إلى أن شجاع العلي قتل بعد تحرير المنطقة، بعد فترة قصيرة من طرد ميليشيات النظام وميليشياته. وأضاف: "بعد قتله، تم عرض جثته في منطقة الحولة، كرسالة تحذيرية للمجرمين الآخرين، وتأكيدًا على أن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت".

شبيح قلعة المضيق الذي أسقطته يد العدالة

من جهة أخرى، استعاد علاء العبيسي، أحد ضحايا التعذيب والاعتقال، قصة المجرم مصطفى رضوان السوسي، الذي كان من أبرز الشبيحة التابعين لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، وعمل ضمن فرقة الجيش الرابعة في منطقة قلعة المضيق بريف حماة الغربي. وقال العبيسي لمنصة سوريا ٢٤: "كان مصطفى رضوان السوسي قائدًا لعصابات الشبيحة الكبيرة في المنطقة، ومسؤولًا عن عمليات اعتقال وتعذيب وقتل وتدمير بحق الأهالي".

وأضاف: "اعتقل شقيقي وأصدقائه قبل تحرير سوريا بأيام، وتعرضوا لتعذيب مروع بالكهرباء والضرب المبرح والتهديد بالقتل". وتابع: "كانت جرائمه مرعبة، من قتل وتشويه وخطف ونهب وتشريد، وهو شخص غير قادر على التحكم في نفسه، ولا يعرف معنى الإنسانية، وكل ما فعله كان باسم النظام وباسم فرقة الجيش الرابعة، لكنه في الحقيقة كان مجرمًا محترفًا". وأكد العبيسي أن جهاز الأمن العام السوري الجديد تمكن مؤخرًا من اعتقال السوسي، مما أثار فرحة كبيرة لدى الأهالي والمعتقلين السابقين وذويهم. وقال: "فرح الناس فرحًا لا يوصف، لأن هذا الرجل كان أكبر شبيح في منطقة قلعة المضيق، وخلال التحقيق معه، استرجعنا أمام المحققين كل ما اقترفه بحقنا من تعذيب وقتل وتشريد، وسيتم التحقيق معه حول جرائم أكبر ارتكبها بحق الشعب السوري".

العدالة تلاحق مجرمي الحرب

هذه القصص ليست سوى أمثلة قليلة من بين آلاف الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات النظام والشبيحة بحق الشعب السوري، والتي بدأت اليوم بالكشف عنها ومحاسبة مرتكبيها، ولو بعد حين. ومع تسليم المزيد من مجرمي الحرب والمجرمين من الشبيحة إلى العدالة، يأمل أهالي حمص وحماة بأن تُبنى دولة القانون والمؤسسات، وأن لا تتكرر مأساة الماضي مرة أخرى. وعلى الرغم من الألم والحزن الذي لا يزال يسكن قلوب الضحايا، إلا أن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق، مع بدء عودة الحقوق إلى أصحابها، وإعادة كتابة التاريخ من جديد، هذه المرة باسم العدالة والحقيقة.

مشاركة المقال: