الإثنين, 22 سبتمبر 2025 07:22 PM

حملة "الوفاء لإدلب": هل تنجح في تحويل خيام النازحين إلى بيوت دائمة؟

حملة "الوفاء لإدلب": هل تنجح في تحويل خيام النازحين إلى بيوت دائمة؟

أعلن محافظ “إدلب”، “محمد عبد الرحمن”، أن حملة “الوفاء لإدلب” تتجاوز كونها مجرد حملة تبرعات تقليدية، بل هي مشروع حياة متكامل يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية من حياة الخيام إلى الاستقرار في البيوت، ومن الظلام إلى النور، ومن الحاجة والعوز إلى حياة كريمة.

وخلال مؤتمر صحفي عقده، أوضح “عبد الرحمن” أن الحملة تتضمن مشاريع حيوية تمس حياة الناس بشكل مباشر، بما في ذلك إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وترميم المدارس والفصول الدراسية، وإصلاح الطرق وتأمين الإضاءة لها، بالإضافة إلى توفير الخبز والماء، ودعم القطاع الزراعي، وتشغيل الأفران، وتأهيل المرافق العامة بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها.

من المقرر إطلاق الحملة في 26 أيلول الجاري، وسترافقها خطة إعلامية ترويجية مكثفة. وفي هذا السياق، ذكر مدير العلاقات العامة في مديرية الإعلام في “إدلب”، “عبد الرؤوف قنطار”، أن العمل جارٍ على إنتاج مواد إعلامية متنوعة وخطة نشر واسعة النطاق عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

وأضاف “قنطار” في تصريحات صحفية أن مديرية الإعلام قد انتهت من إعداد مواد رقمية للترويج للحملة، ونظمت دعوات رسمية للمشاركة فيها، بالإضافة إلى تجهيز أماكن مخصصة للتصوير بهدف إدارة المحتوى الرقمي وتعزيز التفاعل. وأشار إلى أن هذه الإجراءات من المتوقع أن تساهم في نجاح الحملة وتسليط الضوء على الاحتياجات الملحة في “إدلب”.

حجم الدمار في إدلب

لا تتوفر إحصائيات دقيقة وموثقة لحجم الدمار الذي لحق بمحافظة إدلب، التي كانت من أوائل المحافظات التي شهدت انخراطاً في الثورة، وسيطرت فصائل المعارضة على أجزاء كبيرة منها، وصولاً إلى عام 2015 حين خرجت مدينة “إدلب” بالكامل عن سيطرة نظام “بشار الأسد”.

هذا الخروج المبكر أدى إلى تكثيف قصف قوات النظام على إدلب طوال السنوات العشر الماضية. وفي الوقت نفسه، كانت “إدلب” تستقبل القادمين من مناطق سورية أخرى، حيث كانت تقع تحت حصار النظام، وينتهي الأمر باتفاق لإخراج المقاتلين نحو إدلب، التي كانت حتى العام الماضي آخر محافظة خارجة عن سلطة النظام السابق، ودفعت ثمن ذلك من خلال استمرار قصف النظام لها واستهداف المدنيين فيها حتى آخر أيامه.

من جهة أخرى، شهدت بعض مناطق المحافظة، مثل مدينة “إدلب” ومدينتي “سرمدا” و”الدانا”، نسبة أعلى من الاستقرار، في حين تعرضت مناطق أخرى في ريف “إدلب” الجنوبي، مثل جبل الزاوية و”معرة النعمان”، لدمار واسع أدى إلى تدهور كبير في الخدمات الأساسية ووسائل الحياة. ولا تزال المحافظة تحتضن عدداً كبيراً من مخيمات النازحين الذين فقدوا منازلهم ولم يعد لديهم مأوى يعودون إليه.

وفقاً لتقرير صادر عن معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب عام 2019، بلغ عدد المباني المدمرة كلياً في “إدلب” 311 مبنى، مقابل 418 مبنى مدمر بشكل بالغ، و686 مبنى مدمر بشكل جزئي، ليصل إجمالي عدد المباني المتضررة إلى 1415 مبنى في ذلك الوقت.

وتأتي التحضيرات لحملة “الوفاء لإدلب” بعد سلسلة من حملات التبرع التي انطلقت في عدة محافظات سورية، بما في ذلك “حمص” و”ريف دمشق” و”درعا” وغيرها، والتي جمعت ملايين الدولارات من التبرعات المباشرة والتعهدات بالتبرع، بهدف إطلاق مشاريع تنموية وإعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية للسكان.

مشاركة المقال: