تعيش العاصمة دمشق أزمة مواصلات حادة، حيث تتصاعد شكاوى السكان من تفاقم الازدحام المروري بشكل يومي. يعود ذلك إلى نقص مشاريع البنية التحتية القادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المركبات، مما يؤثر سلبًا على حياة المواطنين اليومية ويزيد من أعبائهم.
يؤكد السكان أن التنقل بين الأحياء يستغرق أضعاف الوقت المعتاد بسبب ضعف التنظيم المروري وسوء التخطيط العمراني المزمن.
شكاوى من السكان: شوارع متآكلة وزمن مضاعف للتنقل
سلمان أبو كنان، وهو صاحب سيارة في دمشق، يصف الازدحام المروري بأنه "مزعج للغاية"، مشيرًا إلى أن الانتقال بين الأحياء يستغرق ضعف الوقت المعتاد بسبب كثافة السيارات وغياب خطة فعالة لمعالجة مشاكل النقل. يضيف أبو كنان أن دمشق تبدو كمدينة متآكلة، حيث إشارات المرور وتخطيط الشوارع غير كافيين، مما يزيد من عشوائية الحركة. يطالب الحكومة بوضع مشاريع تنموية عاجلة لتنظيم قطاع النقل وتخفيف الفوضى.
رائد سويدان، القادم من حلب، يصف الازدحام المروري في دمشق بأنه "كبير جدًا وغير منطقي". يوضح أن رحلة تستغرق عادةً عشر دقائق قد تستغرق الآن أكثر من ساعة. ينتقد سويدان عدم قدرة شرطة المرور على ضبط الوضع وعشوائية عمل سيارات الأجرة، مطالبًا بتنظيم عمل التكاسي ومخالفة المخالفين وإزالة البسطات التي تساهم في الازدحام.
يشير السكان إلى أن المناطق الأكثر ازدحامًا تشمل الطريق الواصل من ساحة الأمويين إلى فكتوريا، والطريق المؤدي إلى ساحة الحجاز، وشارع خالد بن الوليد، وشارع الثورة.
شرطة المرور: نعمل على توحيد الاتجاهات وزيادة الكوادر
فراس إسماعيل، رئيس فرع مرور دمشق، يعزو أسباب الازدحام إلى الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات وضيق بعض الطرقات الرئيسية. يوضح أنهم يعملون على دراسة حلول مثل توحيد اتجاه بعض الطرق وزيادة عدد عناصر شرطة المرور. يؤكد إسماعيل أن حل العقد المرورية ممكن تقنيًا من خلال تركيب الكاميرات واستبدال العنصر البشري بأنظمة مراقبة حديثة.
تزايد أعداد المركبات في العاصمة بعد سقوط النظام
ذكرت وزارة النقل أن مديرية النقل في دمشق سجلت نحو 570 مركبة جديدة في عام 2024، ليرتفع إجمالي عدد المركبات المسجلة إلى 545,809 سيارة. تتوقع مصادر محلية أن عدد السيارات التي دخلت دمشق بعد سقوط نظام الأسد بلغ نحو 100 ألف سيارة. يترافق ذلك مع تدهور البنية التحتية للمدينة، وسط مطالبات شعبية متزايدة للحكومة بوضع خطة شاملة تشمل إعادة تنظيم المرور، إنشاء جسور وأنفاق، وتفعيل النقل الجماعي كحلول مستدامة لأزمة مرورية باتت خانقة.