تستعد شركة "ميتافورا" للإنتاج الفني لإطلاق مسلسل درامي جديد بعنوان "الخروج إلى البئر"، وهو من تأليف الكاتب السوري سامر رضوان وإخراج الأردني محمد لطفي. من المقرر أن يبدأ تصوير المسلسل في مطلع تشرين الأول المقبل، حيث سيتم تصوير معظم المشاهد في بيروت مع تخصيص يومين للتصوير في دمشق.
يضم المسلسل نخبة من الممثلين السوريين واللبنانيين، من أبرزهم جمال سليمان وعبد الحكيم قطيفان وكارمن لبس. ويهدف العمل إلى تقديم معالجة درامية توثيقية تستند إلى شهادات معتقلين سابقين ووثائق حول الأحداث التي جرت في سجن "صيدنايا"، بما في ذلك الاستعصاءات الشهيرة التي شهدها عام 2007، والتي واجهها النظام آنذاك بالقوة، وذلك بهدف تقديم صورة قريبة من الواقع.
أكد كاتب العمل سامر رضوان أن النص استغرق عامًا كاملاً في الكتابة، وأن العمل عليه انتهى قبل سقوط النظام السوري ببضعة أشهر. وأوضح الممثل جمال سليمان أن المسلسل لا يوثق لحظة تحرير المعتقلات وما تلاها من أحداث، بل يركز على توثيق معاناة السجناء خلال سنوات الاعتقال، والأسباب التي دفعت بعضهم إلى تنفيذ استعصاء "صيدنايا" عام 2007، مشيرًا إلى أن الكاتب أنجز العمل قبل سقوط النظام. وأضاف أن الأحداث الأخيرة التي رافقت سقوط السجون ستظل مادة خصبة يمكن للدراما أن تتناولها لاحقًا في أعمال أخرى.
يُعرف الكاتب سامر رضوان بتقديمه الجريء للملفات السياسية والحقوقية في أعماله، بدءًا من "الولادة من الخاصرة"، مرورًا بـ "دقيقة صمت"، وصولًا إلى عمله الأخير "ابتسم أيها الجنرال"، الذي تناول صراعات السلطة والفساد داخل القصر الرئاسي. وقد كسرت أعمال رضوان السابقة الكثير من المحرمات في الدراما السورية، مما يرفع سقف التوقعات لمسلسله الجديد.
إطلاق مسلسل يوثق جزءًا من تاريخ "صيدنايا" يضع القائمين عليه أمام تحديات إضافية، حيث أصبحت شهادات المعتقلين السابقين وما نُشر من صور ووثائق مرجعية أساسية في كشف واقع السجن، وهو ما يجعل مهمة الدراما صعبة في موازنة الجانب التوثيقي مع عناصر التشويق والحبكة الفنية، بحسب تصريحات صناع العمل.
في المقابل، نفت اللجنة الوطنية للدراما ما تردد عبر بعض المنصات الإعلامية حول رفضها للعمل أو منعه، مؤكدة أن المسلسل لم يُعرض عليها أصلًا ولم يصلها أي نسخة نصية أو مصورة. ودعت اللجنة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة قبل نشر الأخبار، مشددة على التزامها بدعم الإنتاج الدرامي السوري، بعيدًا عن التجاذبات السياسية. كما جددت انفتاحها على أي تعاون من شأنه دعم عملية الإنتاج الدرامي والنهوض بها، حتى تعود لتموضعها الرائد على المستوى العربي والعالمي.
"الخروج إلى البئر" هو واحد من المسلسلات التي دخلت خارطة موسم رمضان 2026، حيث سيشهد الموسم تنوعًا لافتًا في الأعمال المقدمة، خاصة مع هيمنة الأعمال الاجتماعية لأول مرة منذ سنوات، والتي طغت عليها أعمال البيئة الشامية خلال سنوات الثورة السورية.