الأربعاء, 30 أبريل 2025 07:16 PM

دليل سوداوي لتدمير الأوطان: هكذا يشعل التعصب الطائفي الحرائق

دليل سوداوي لتدمير الأوطان: هكذا يشعل التعصب الطائفي الحرائق

في زمن التقدم العلمي والانفتاح، يستمر البعض في التمسك بالتعصب الطائفي كأداة "عصرية" لحل الخلافات.

سناك سوري-وفاء محمد

بينما يصر هؤلاء على إشعال الفتن، يدفعون بالوطن إلى الهاوية. الأمر لا يتطلب شجاعة أو موهبة، بل يبدأ بخبر كاذب يُنشر دون تدقيق، مع إضافة لمسة من الخيانة أو المؤامرة، ثم يُرمى به في وجوه الناس كقنبلة دخان، ليختنقوا ويتصارعوا دون معرفة السبب.

لا يبحث هؤلاء عن الحقائق، فالحقيقة "بضاعة كاسدة" في سوق الغضب. المطلوب هو إغلاق العقول وفتح الأفواه لنشر الشائعات والتعامل معها كحقائق مقدسة. وعندما يغرق كل شيء في الدم، يشعرون بأنهم ساهموا "بشيء عظيم".

لا يتعبون أنفسهم بالبحث عن الحقائق، فالتحقق عادة قديمة لا تليق بعصر “تشات جي بي تي”، والحقيقة بضاعة كاسدة في سوق الغضب الجماعي

يفكرون في الكراهية كغطاء يحميهم من التفكير، وينتقمون من الأبرياء لمجرد صلة قرابة أو جوار بشخص يعتبرونه عدوًا. الأهم هو إثبات القوة والجبروت.

مقالات ذات صلة

بعد ذلك، يعود "فاقد البصيرة" إلى منزله وينام قرير العين بنشوة النصر، ثم يرتدي قناع النفاق وينشر شعارات المحبة والتعايش على الفيسبوك، وفي الليل يعود لإطلاق النار باسم الشرف والكرامة والهوية المهددة، ليصبح التناقض جزءًا من حياته.

يفكرون في الكراهية كما لو أنها قبعة تقيهم مطر التفكير، يرتدونها ويذهبون إلى أقرب حي يضم شخصاً قد آذاهم قبل وفاته، ثم يبدأ الانتقام من جيرانه وأقاربه وحتى عامل النظافة

وسط هذا، يحذر من "خطاب العقل"، وإذا صادف من يحاول تهدئة النفوس، يتهمه بالخيانة أو الضعف أو التآمر.

وفي النهاية، عندما يرى كل شيء مهدومًا، يوزع الاتهامات على الخونة والكواكب والطابور الخامس، ويتجنب الاعتراف بحماقته أو السؤال عمن بدأ. لأن الهدف ليس بناء الأوطان، بل صناعة المذابح والبكاء على أنقاضها، وتوريث الأبناء مهارة خسارة كل شيء وهم يظنون أنهم يدافعون عنه.

مشاركة المقال: