يجري حاليًا دراسة مشروع إداري جديد يقضي بدمج محافظتي دمشق وريف دمشق في كيان موحد يحمل اسم "دمشق الكبرى"، وهو مقترح قد يغير خارطة الإدارة المحلية في سوريا بشكل جذري. محافظة ريف دمشق، التي تحيط بالعاصمة من جميع الجهات، كانت قد أُنشئت بقرار إداري في أوائل السبعينيات، وتُعد من أكبر المحافظات السورية مساحةً، إذ تمتد على نحو ثمانية عشر ألف كيلومتر مربع، مقابل مساحة دمشق البالغة فقط ألف وستمئة كيلومتر مربع. ومع تنفيذ مشروع الدمج، ستبلغ المساحة الكلية للعاصمة الكبرى قرابة عشرين ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة دولة مثل لبنان. ريف دمشق يتصل جغرافيًا بعدة دول مجاورة، حيث يحد العراق من الشرق، والأردن من الجنوب، ولبنان من الغرب، وتجاوره محافظات سورية عدة مثل حمص ودرعا والسويداء. كما يضم تسع مناطق وسبعًا وعشرين ناحية وثمانية وعشرين مدينة ومئة وتسعين قرية، ويتميز بتنوع جغرافي يجمع بين السهول والجبال والمصايف والوديان. وتقدر الكثافة السكانية فيه بحوالي ثلاثة ملايين ونصف، وهو رقم مرشح للارتفاع الكبير بعد الدمج، ليصل عدد سكان دمشق الكبرى إلى ما بين عشرة وعشرين مليون نسمة في السنوات المقبلة. إلى جانب مساحتها وسكانها، تحتضن المنطقة ثروات مائية هامة مثل نهر بردى ونهر الأعوج وعدد كبير من الينابيع الطبيعية، مما يعزز من قدراتها التنموية والسياحية في حال إدارتها ضمن رؤية موحدة للعاصمة.
أهداف مشروع دمشق الكبرى
أبرز أهداف المشروع كما تُتداول في بعض الأوساط:
- استعادة المكانة التاريخية لدمشق كعاصمة إسلامية كبرى.
- إنهاء التهميش الإداري لمناطق الريف والبدء بتنميتها بشكل متوازن مع المدينة.
- مواجهة أزمة الازدحام وارتفاع الأسعار في دمشق عبر توسيع الرقعة التنظيمية.
- تطوير البنى التحتية وإنشاء مدن حديثة وتجمعات سكنية متطورة.
- جذب الاستثمارات الكبرى عبر تسهيل الحركة والربط بخطوط نقل حديثة مثل المترو والترام.
- تعزيز الاندماج الوطني ومنع تكريس التقسيمات الطائفية أو المناطقية.
- إبراز المعالم الأثرية للعاصمة مثل الجامع الأموي وقلعة دمشق وقصر العظم وتحويل محيطها إلى مراكز جذب سياحي عالمي.
- إعادة تأهيل الغوطتين الشرقية والغربية بيئيًا وزراعيًا، واستعادة الأنهار لمياهها النظيفة.
- إلغاء الحدود المصطنعة داخل العاصمة وإعادة هيكلتها بطريقة تواكب النمو السكاني والاقتصادي.
- تحسين الخدمات الحكومية عبر إنشاء "نافذة واحدة" لكل منطقة لتيسير الإجراءات الإدارية وتخفيف البيروقراطية.
دمشق الكبرى، في حال تنفيذ المشروع، لن تكون مجرد توسعة جغرافية، بل نقلة نوعية نحو إعادة تعريف العاصمة السورية كمدينة عصرية كبرى تحتضن التاريخ والتنوع السكاني والمستقبل الاقتصادي لسوريا.