الثلاثاء, 6 مايو 2025 01:40 AM

ديوجين: الفيلسوف الساخر وقصة البحث عن "رجال" في وضح النهار

ديوجين: الفيلسوف الساخر وقصة البحث عن "رجال" في وضح النهار

مالك صقور - الفيلسوف ديوجين الكلبي، فيلسوف إغريقي قديم (421 – 323 قبل الميلاد)، اشتهر بالسخرية والجرأة، وقد قضى حياته زاهداً يكره المال والثروة والسلطة.

رفض أن يعيش في بيت أو قصر أو كوخ، بل كان يعيش في برميل. وكان محباً للعلم، وهو مؤسس المدرسة الكلبية في الفلسفة. قضى حياته فقيراً زاهداً، يحتقر الحياة المادية، وعندما قابله الفيلسوف أرستيبوس ورأى كيف يعيش بتقشف ويكتفي بالخبز والعدس، قال له أرستيبوس: "لو تعلمت كيف تتملق الملك لما اضطررت للعيش على أكل العدس". فأجابه ديوجين حالاً: "لو تعلمت أكل العدس لما اضطررت لتملق الملك".

اتهم ديوجين بالجنون، لأنه شوهد وهو يمشي في شوارع مدينته، يحمل قنديلاً مضاءً في عز الظهيرة والشمس تنير الكون. فسألوه: لماذا تشعل قنديلك؟ أيعقل أنك لا ترى الشمس؟ فأجاب حالاً: أبحث عن رجال. وفي رواية أخرى: أبحث عن الإنسان. لكن أغلب المؤرخين أكدوا قوله: "أبحث عن رجال". وفي هذا الجواب دلالة كافية، لكل عصر وزمان.

ومن قصصه الكثيرة سأكتفي بقصته مع الأسكندر الأكبر. يحكى أن ديوجين، ذات صيف، كان ينعم بحمام شمس على شاطئ البحر مستلقياً على الرمل. وإذ بجيش الأسكندر يقتحم المكان لكن ديوجين لم يأبه لهؤلاء العساكر، حتى وصل الأسكندر نفسه، كذلك لم يكترث له. فقال الأسكندر: قولوا لهذا المجنون من أنا! فقال له ديوجين: "ومن أنت؟!". أنا الأسكندر!! فقال له ديوجين: "ظلك يقع علي، أغرب من هنا".

فجن جنون الأسكندر وقال له: "لقد فتحت الهند وآسيا؛ وسأخضع أوروبا وروما!!". فقال له ديوجين: وماذا بعد؟ فقال الأسكندر: بعد أن أفتح العالم، سأعود إلى حديقة بيتي وأجلس للتأمل! فقال له ديوجين وهو مازال مستلقياً: صدقني هذا عين ما أفعله الآن.

ومنذ القرن الثالث قبل الميلاد، وحتى اليوم، وقنديل ديوجين يسطع في الليل وفي النهار، والشمس تنير الكون، بحثاً عن "الإنسان" أو بحثاً عن الرجال.

(موقع اخبار سوريا الوطن الالكتروني-2)

مشاركة المقال: