السبت, 17 مايو 2025 01:31 AM

رحيل أديب قدورة: نجم السينما السورية الذهبية يودعنا

رحيل أديب قدورة: نجم السينما السورية الذهبية يودعنا

فقدت الساحة الفنية الممثل الفلسطيني السوري القدير أديب قدورة (1948-2025)، الذي وافته المنية صباح أمس، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ثريًا في السينما والمسرح والتلفزيون.

كان قدورة جزءًا لا يتجزأ من الفترة الذهبية للسينما السورية في الستينيات والسبعينيات، كما أنه يمثل صوت فلسطين وسوريا، إلا أنه غُيّب عن المشهد الثقافي في فترة التسعينيات وما بعدها.

ولد أديب قدورة في ترشيحا بفلسطين، وعاش مرارة النكبة والهجرة، متنقلاً في مخيمات الشتات الفلسطيني. استقر به المطاف في حلب، حيث درس الفنون الجميلة وبدأ مسيرته كفنان تشكيلي ومدرس للرسم.

تحولت مسيرته الفنية مع افتتاح "مسرح الشعب" في حلب على يد المخرج المسرحي حسين الإدلبي، حيث بدأ كمهندس ديكور ومسؤول أزياء، ثم انتقل إلى التمثيل بفضل موهبته وحضوره القوي.

برز قدورة كممثل بارع على مستوى حلب ثم سوريا والعالم العربي، خاصة بعد مشاركة مسرحيته في "مهرجان دمشق المسرحي" في بداية السبعينيات، حيث اكتشفه العديد من المخرجين السوريين والمصريين، وعلى رأسهم المخرج نبيل المالح الذي قدمه في فيلم "الفهد".

يُعد "الفهد" من أهم الأفلام السورية في عصرها الذهبي، حيث تميز بالحرية الفكرية والسياسية. تناول الفيلم صراع الفلاحين مع السلطة والاستعمار والإقطاع، إلى جانب صراع الحب والحق ضد القوة والطغيان. وقد مُنع الفيلم لجرأته في طرح هذه القضايا.

بعد حصول الفيلم على جوائز عربية وعالمية، ذاع صيت قدورة في المشهد الثقافي السوري والعربي، وشارك في العديد من الأفلام الهامة التي شكلت المشهد السينمائي في تلك الفترة، مثل فيلم "وجه آخر للحب" و"بقايا صور" و"غوار جيمس بوند" و"العالم سنة 2000".

لاحقًا، خفت نجم قدورة تدريجيًا، وتم إقصاؤه عن المشهد الفني في سوريا، إلى أن أصبح منسياً ورحل وحيدًا.

تعكس حياة أديب قدورة أهمية الذاكرة، سواء الذاكرة الشخصية التي تحمل ذكرى النكبة والشتات، أو الذاكرة الجمعية الثقافية التي تجسد فترة النهضة والحلم بحياة أفضل. وفاته وحيدًا تعبر عن فقدان ذلك الحلم وتلك الفترة.

مشاركة المقال: