الأحد, 20 أبريل 2025 11:17 AM

رحيل قامة التراث: الساحة الثقافية تفقد الأديب والباحث السوري د. محمد قجة

فقدت الساحة الثقافية السورية الأديب والباحث الدكتور محمد قجة، الذي وافته المنية في حلب عن عمر يناهز 84 عاماً. ولد قجة في حلب في 17 ديسمبر 1939، وحصل على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق عام 1963، بالإضافة إلى دراسات عليا في تاريخ الأندلس وبلاد الشام من جامعة الجزائر. كان باحثاً متميزاً في الحضارات والتراث العربي والإسلامي، ومدرساً للغة العربية في العديد من المدارس الخاصة والحكومية.

أعير إلى الجزائر في مطلع السبعينيات لتدريس اللغة العربية لمدة أربع سنوات، وشغل منصب مدير لعدد من المدارس الثانوية الحكومية والخاصة في حلب. كما تقلد مناصب هامة منها: رئيس جمعية العاديات منذ عام 1993 وحتى وفاته، والأمين العام لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2006، ورئيس لجنة السجل الوطني للتراث الثقافي في سورية منذ عام 2009، ومستشار منظمة اليونسكو في سورية لشؤون التراث غير المادي منذ عام 2010.

كان المدير المسؤول للكتاب السنوي المحكم (عاديات حلب) بالتعاون مع جامعة حلب، والمدير المسؤول ورئيس تحرير مجلة (العاديات) الفصلية للتراث والآثار، ورئيس تحرير مجلة التراث التابعة لوزارة الثقافة السورية. كما كان عضواً في العديد من المؤسسات والهيئات المرموقة، منها مجلس الأمناء في مؤسسة القدس الدولية، ولجنة الاختبار في جائزة الملك فيصل العالمية، ومجلس الخبرات في مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة البريطانية، ومجلس الإدارة في مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، ومجلس الأمناء في جامعة إيبلا والجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى عضويته في اتحاد الآثاريين العرب واتحاد الكتاب العرب والجمعية السورية لتاريخ العلوم ولجنة حماية حلب القديمة ولجنة توثيق وترميم الجامع الأموي بحلب.

من أبرز نشاطاته الفكرية والثقافية اكتشافه لموقع بيت المتنبي، والعمل جارٍ على تحويله إلى متحف باسم المتنبي. امتلك مكتبة منزلية خاصة تضم 13 ألف عنوان. أنتجت القناة الفضائية السورية فيلماً وثائقياً عنه بعنوان (محمد قجة.. حلب التراث). كُرّم من أكثر من خمسين جهة رسمية وثقافية ووزارية ومنظمات عربية وعالمية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2016.

نشر مئات الدراسات والمقالات والأبحاث، وأجرى عشرات اللقاءات والمقابلات في أكثر من 60 مجلة وجريدة، وألقى مئات المحاضرات والندوات على أكثر من 120 منبراً ثقافياً حول العالم. من مؤلفاته المسرحية: حلب على صفحات التاريخ، الملكة ضيفة خاتون، بيت الحكمة، زرياب، واتفاقية عام 1207 بين حلب والبندقية. كما ترك رصيداً كبيراً من المؤلفات المطبوعة التي تناولت شخصيات وأحداثاً هامة في التاريخ العربي والإسلامي.

رحل الدكتور محمد قجة فجر يوم الأربعاء 17 نيسان 2024 في حلب، تاركاً إرثاً ثقافياً غنياً للأجيال القادمة.

إعداد: محمد عزوز من موسوعته (راحلون / في الذاكرة).

مشاركة المقال: