الأحد, 21 سبتمبر 2025 09:13 PM

زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك: دلالات تاريخية وسياسية في الأمم المتحدة

زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك: دلالات تاريخية وسياسية في الأمم المتحدة

تكتسب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك أهمية تاريخية وسياسية كبيرة، كونها تعكس التحولات التي تشهدها سوريا على الساحة الدولية، وتمثل فرصة لتعزيز مكانتها بعد انتصار الثورة السورية. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ عقود، حيث يرى المراقبون أنها تتجاوز البروتوكولات الرسمية، وتمثل خطوة نحو فتح قنوات حوار جديدة مع المجتمع الدولي وتذليل العقبات التي تواجه الشعب السوري.

أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أن الرئيس الشرع سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأحد، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في دورتها الـ80، والتي ستعقد بين 23 و30 أيلول. وتعتبر هذه المشاركة الأولى لرئيس سوري منذ 60 عامًا.

الأهمية التاريخية للزيارة

يذكر أن أول رئيس سوري شارك في أعمال الجمعية العامة كان نور الدين الأتاسي عام 1967. إلا أن العدوان الإسرائيلي في حرب حزيران، المعروفة بـ "النكسة"، أثر سلبًا على العلاقات السورية مع الولايات المتحدة والغرب، مما أدى إلى انقطاع المشاركة. وعلى الرغم من جهود حافظ الأسد لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن العقوبات الأمريكية لم ترفع عن سوريا، بل ازدادت في عهد بشار الأسد، ووصلت إلى فرض حظر السفر ومنع "الرئيس السوري" من دخول الأراضي الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى العقوبات الأممية.

تتناول اجتماعات الجمعية العامة القضايا الدولية وتقدم التوصيات في نهايتها، بالإضافة إلى اعتماد ميزانية الأمم المتحدة، وانتخاب أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وتعيين الأمين العام بناءً على توصية مجلس الأمن. كما تشمل اختصاصاتها تعزيز التعاون في مجالات السلم والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقديم التوصيات لتسوية النزاعات.

يرافق الرئيس الشرع في هذه الزيارة وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، الذي يزور الولايات المتحدة منذ يوم الخميس، برفقة وفد دبلوماسي رفيع المستوى. ومن المقرر أن يشارك الوفد في العديد من الاجتماعات والفعاليات بالأمم المتحدة، بالإضافة إلى عقد لقاءات ثنائية مع قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العامة، بحسب وكالة سانا.

من المتوقع أن يتحدث الرئيس السوري خلال فعالية إعلامية خاصة مساء اليوم، إلى جانب مشاركين آخرين.

البعد السياسي للزيارة

تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، حيث تتزايد النقاشات الدولية حول الملف السوري. ويعتبر حضور الرئيس الشرع إلى نيويورك فرصة لإيصال صوت السوريين في واحدة من أهم العواصم السياسية العالمية، وتمكينه من توجيه رسائل مباشرة إلى مراكز القرار الدولي، وفقًا للمراقبين.

تعتبر نيويورك عاصمة الدبلوماسية العالمية ومقر الأمم المتحدة، وتمثل الزيارة فرصة للتواصل مع قادة ومسؤولين دوليين، مما يسهم في تعزيز موقع القضية السورية على جدول أعمال المجتمع الدولي، من خلال اللقاءات الجانبية والمحادثات الرسمية. كما أن التغطية الإعلامية الواسعة ستساعد على تسليط الضوء على القضية السورية وإبراز شخصياتها السياسية في سياق دولي، مما يمنح الحدث بعدًا رمزيًا، حيث تمثل الزيارة نقطة تحول في مسيرة العلاقات السورية الدولية.

تعزز هذه الخطوة أيضًا من جهود كسر العزلة وإعادة فتح النقاشات حول مستقبل سوريا على مستوى عالمي، بعد التحديات السياسية التي واجهتها سوريا. وينظر الكثير من السوريين إلى هذه الزيارة، والكلمة المرتقبة للرئيس الشرع في مقر الأمم المتحدة، كعلامة بارزة لما تحمله من رمزية.

مشاركة المقال: