الخميس, 21 أغسطس 2025 04:22 PM

«سلمى»: دراما اجتماعية تسلط الضوء على تحديات الأمومة العازبة في قالب تركي

«سلمى»: دراما اجتماعية تسلط الضوء على تحديات الأمومة العازبة في قالب تركي

يستعرض مسلسل «سلمى»، الذي بدأ عرضه مؤخراً على MBC1 و«شاهد»، قصة امرأة تواجه تحديات جمة بعد فقدان زوجها. المسلسل من إعداد لبنى مشوّح ومي حايك وإخراج اندر ايمير، وهو مقتبس عن المسلسل التركي «امرأة». يضم المسلسل نخبة من الممثلين منهم: مرام علي، نيقولا معوض، ستيفاني عطالله، تقلا شمعون، طوني عيسى، نقولا دانيال، سعد مينا، مجدي مشموشي، رنا كرم، نانسي خوري، وسام صباغ، نتاشا شوفاني، وفرح بيطار.

تدور الأحداث حول سلمى (مرام علي) التي تفقد زوجها جلال (نيقولا معوض) في حادث غامض، وتجد نفسها في مواجهة صراعات متعددة. أحد هذه الصراعات هو علاقتها بوالدتها التي تخلت عنها في صغرها، مما ترك أثراً عميقاً في حياتها. ورغم ذلك، تظهر سلمى حباً كبيراً لأطفالها، متحدية بذلك المقولة الشائعة بأن فاقد الشيء لا يعطيه.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه سلمى صراعاً مع أختها غير الشقيقة ميرنا (ستيفاني عطا الله)، التي تغار من علاقتها بأمها، ويبدو أن لها علاقة باختفاء جلال. تسعى ميرنا جاهدة لإبعاد سلمى عن حياتها، مما يزيد من تعقيد الأمور.

على صعيد آخر، تعاني سلمى كامرأة وحيدة تتحمل مسؤولية طفلين، وتواجه صعوبات يومية في العمل وتأمين لقمة العيش. يتجلى هذا الصراع في عجزها عن تلبية رغبات أطفالها البسيطة، وتضحيتها المستمرة من أجلهم.

يسلط المسلسل الضوء على نظرة المجتمع القاسية للمرأة الوحيدة، وكيف تجسد هذه المرأة أقصى درجات النبل الإنساني من خلال التضحية والكفاح. كما يتطرق إلى البيئة المعيشية الصعبة التي تعيش فيها سلمى، وتورطها في مشاكل جارتها هيفاء (نانسي خوري).

تتكامل هذه الصراعات لتشكل شخصية سلمى المركبة، التي تمثل نموذجاً للأم العازبة. وقد نجح المسلسل في الجمع بين التشويق الدرامي والتعبير عن قضايا جوهرية، مثل وضع المرأة الأم وما تواجهه من تحديات.

تميز أداء مرام علي بالواقعية والدقة في تجسيد شخصية سلمى، كما قدمت ستيفاني عطالله أداءً مميزاً في دور الأخت «السايكو».

يثير المسلسل تساؤلات حول صناعة الدراما العربية، ومدى ارتباطها بالبيئة والمجتمع المحلي، خاصةً عندما يتم نقل تجربة أجنبية وإعادة إنتاجها. فالمسلسل يقدم قصة تركية بملامح لبنانية وسورية، لكنه يفتقر إلى الخصوصية المحلية.

في النهاية، يطرح المسلسل سؤالاً حول مستقبل الدراما السورية واللبنانية، وهل النص الدرامي العربي لا يزال قادراً على تلبية احتياجات سوق الإنتاج.

مشاركة المقال: