الإثنين, 10 نوفمبر 2025 10:49 PM

سوريا تحبط مؤامرتين لتنظيم الدولة الإسلامية لاغتيال الرئيس أحمد الشرع

سوريا تحبط مؤامرتين لتنظيم الدولة الإسلامية لاغتيال الرئيس أحمد الشرع

أفاد مسؤولان رفيعا المستوى بأن سوريا قد أحبطت مؤامرتين منفصلتين كان يخطط لهما تنظيم الدولة الإسلامية لاغتيال الرئيس أحمد الشرع. هذا الإعلان يضفي بعدًا شخصيًا على خطط الشرع للانضمام إلى تحالف تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم المتشدد الذي يخوض معه مواجهات منذ فترة طويلة.

وأوضح المصدران، وهما مسؤول أمني سوري ومسؤول من الشرق الأوسط، أن المؤامرتين اللتين استهدفتا اغتيال الشرع قد تم إحباطهما خلال الأشهر القليلة الماضية. وأكدا أن هذا الأمر يسلط الضوء على التهديد المباشر الذي يواجهه الرئيس السوري في الوقت الذي يسعى فيه لتعزيز سلطته في بلد يعاني من ويلات حرب أهلية مستمرة منذ 14 عامًا.

وذكر المصدران أن إحدى مؤامرتي تنظيم الدولة الإسلامية كانت تركز على مشاركة رسمية للشرع معلنة مسبقًا، لكنهما امتنعا عن تقديم مزيد من التفاصيل بسبب حساسية الأمر.

تأتي هذه الأنباء في الوقت الذي تستعد فيه سوريا للانضمام إلى تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك عندما يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرع اليوم الاثنين في اجتماع بالبيت الأبيض.

وبعد أن تولى الشرع السلطة في ديسمبر كانون الأول الماضي عقب إطاحة قوى المعارضة الإسلامية بقيادته بالرئيس السابق بشار الأسد، يحرص على تأكيد أنه قائد معتدل.

ويأمل الشرع أن يسهم اجتماعه مع ترامب في حشد الدعم الدولي لإعادة تأهيل سوريا وإعادة بنائها على المدى الطويل.

وتعتبر خطوة الانضمام إلى التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية مثالًا على تحول سوريا منذ سقوط الأسد من حليف رئيسي لروسيا وإيران إلى إقامة علاقات أقوى مع دول الغرب والعالم العربي.

يواجه الشرع في مهمته نحو توحيد سوريا عراقيل هائلة، إذ تورطت قواته في موجة من أعمال العنف على أساس طائفي وسط هجمات على المدنيين وقوات الأمن تتهم دمشق تنظيم الدولة الإسلامية بارتكابها.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزارة الداخلية السورية أطلقت مطلع هذا الأسبوع حملة تستهدف خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء البلاد، أسفرت عن القبض على أكثر من 70 مشتبها بهم.

وقال المسؤول الأمني السوري الكبير إن الحملة جاءت بناءً على معلومات مخابراتية أفادت بتخطيط التنظيم لشن عمليات ضد الحكومة وضد أقليات سورية.

وهدفت الحملة أيضًا إلى إطلاق رسالة مفادها أن المخابرات السورية اخترقت عمق تنظيم الدولة الإسلامية وأن الانضمام إلى التحالف المناهض للتنظيم سيضيف تعزيزًا كبيرًا للعمليات العالمية ضد المتشددين.

وقبل توليه السلطة في أعقاب عملية مباغتة نفذتها قوات المعارضة استمرت 11 يومًا العام الماضي، كان الشرع يقود هيئة تحرير الشام، وهي جماعة إسلامية كانت في السابق تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.

وقطع الشرع علاقة هيئة تحرير الشام مع القاعدة في عام 2016، وخاض معارك دامية ضد تنظيم الدولة الإسلامية استمرت لما يزيد على 10 سنوات، ونفذ حملة اعتقالات وعمليات عسكرية ضد خلايا التنظيم في معقل هيئة تحرير الشام في إدلب.

وحاول تنظيم الدولة الإسلامية العودة إلى سوريا بعد سقوط الأسد، وسعى إلى تصوير تقارب الشرع مع الغرب وتعهده بأن يكون حاكمًا لجميع الطوائف الدينية في سوريا على أنه يتعارض مع الإسلام.

وفي يونيو حزيران سقط 25 قتلى في تفجير انتحاري استهدف كنيسة في دمشق، وهو هجوم اتهمت الحكومة تنظيم الدولة الإسلامية بارتكابه. ولم يعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم.

ووفقًا لعدة مسؤولين سوريين، تنسق حكومة الشرع بالفعل منذ شهور مع الجيش الأمريكي في الحرب على التنظيم، لكن من المتوقع أن يعزز الانضمام الرسمي للتحالف المناهض للتنظيم هذا التعاون بشكل كبير.

ويُنظر إلى الانضمام أيضًا على أنه خطوة مهمة من الشرع نحو بناء الثقة لإقناع أعضاء الكونجرس الأمريكي برفع العقوبات المتبقية على سوريا قبل نهاية العام الحالي.

وأوردت رويترز الأسبوع الماضي أن الجيش الأمريكي يستعد لتأسيس وجود له في قاعدة جوية بدمشق لأول مرة. وطلب مسؤول في الإدارة الأمريكية عدم ذكر اسم وموقع القاعدة لأسباب أمنية عملياتية.

ونفت وسائل إعلام رسمية سورية ما ورد في تقرير رويترز، دون توضيح ما هو ليس صحيحًا في التقرير على وجه التحديد. (REUTERS)

مشاركة المقال: