الخميس, 30 أكتوبر 2025 06:50 PM

سوريا ترفض استقبال اللاجئين المرحلين من السويد وتطالب بمساعدات مالية

سوريا ترفض استقبال اللاجئين المرحلين من السويد وتطالب بمساعدات مالية

شبكة أخبار سوريا والعالم/ كشف مصدر في وزارة الخارجية السورية عن رفض دمشق لطلبات من دول أوروبية، بينها السويد، لاستقبال اللاجئين السوريين الذين يتم ترحيلهم قسراً بعد رفض طلبات لجوئهم.

وأوضح المصدر، الذي لم يكشف عن هويته لموقع "الكومبس"، أن سفراء السويد وفنلندا والدنمارك اجتمعوا الأسبوع الماضي مع مسؤولي إدارة أوروبا في الخارجية السورية لبحث ملف إعادة اللاجئين السوريين. وأكد أن الخارجية السورية رفضت استقبال المرحلين قسراً قبل أن تتعافى البلاد بالكامل.

وفي حين لم يصدر تأكيد أو نفي رسمي من وزارتي الخارجية السورية والسويدية، ردت المسؤولة في الخدمة الصحفية لدى الخارجية السويدية، إليسا أغنيفال، على سؤال حول حقيقة اجتماع السفيرة السويدية في دمشق، جيسيكا سفاردستروم، مع مسؤولي الخارجية السورية، قائلة إن سفارة السويد في دمشق تجري حواراً منتظماً مع أطراف مختلفة في سوريا، بما في ذلك ممثلي الحكم الانتقالي ومنظمات ومجموعات المجتمع المدني.

وجاء هذا الرفض بعد تصريحات وزير الهجرة السويدي، يوهان فورشيل، حول عزم بلاده تكثيف الجهود لإعادة السوريين المرفوضة طلبات لجوئهم إلى بلادهم طوعاً أو قسراً. وأكدت أغنيفال أن بلادها تتوقع أن تفي جميع الدول بالتزاماتها القانونية في قبول رعاياها الذين لا يملكون حق البقاء في البلد الذي يقيمون فيه.

وأشار مصدر الخارجية السورية إلى أن بعض الدول الأوروبية أعلنت نيتها ترحيل السوريين الذين رفضت طلبات لجوئهم، لكن التنفيذ يواجه عراقيل أبرزها أن الحكومة السورية لم تبدِ استعدادها لاستقبال المرحلين قسراً.

وأضاف أن الحكومة السورية أبلغت الجانب الأوروبي بأسباب رفضها، وأبرزها ضعف البنية التحتية ونقص المساكن وغياب فرص العمل وتردي الوضع الاقتصادي. وأكد أن الخارجية السورية طلبت من السويد والدول الأوروبية دعماً مادياً لمساعدة البلاد على التعافي قبل مناقشة أي ترتيبات لعودة اللاجئين.

يذكر أن نحو 250 ألف شخص من أصول سورية يعيشون في السويد حالياً، بينما يقدر عدد السوريين المقيمين في السويد دون الحصول على الجنسية بنحو 20 ألف شخص، وهم من تسعى الحكومة السويدية لإعادتهم. ويقدر عدد السوريين في دول الاتحاد الأوروبي بنحو 800 ألف شخص، بينهم من يحمل إقامة مؤقتة ومن لم يحصل على جنسية أوروبية.

وفي كانون الثاني من العام الحالي، أجرى موقع "الكومبس" استطلاعاً للرأي أظهر أن 46% من السوريين في السويد لا يفكرون بالعودة إلى سوريا رغم التغييرات التي شهدتها البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، فيما قال 26% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يخططون للعودة إلى سوريا حين تستقر الأوضاع بشكل أكبر، وأعرب 9% عن رغبتهم في العودة لكنهم أشاروا إلى وجود عوائق قانونية واقتصادية تمنعهم من ذلك.

وكان وزير الهجرة السويدي يوهان فورشيل قد قال أن حكومة بلاده تعتزم ترحيل السوريين إلى بلدهم بموافقتهم أو بدونها، مشيراً إلى أن التركيز ينصبّ على السوريين الذين قدموا إلى السويد في السنوات العشر الأخيرة.

وفي تصريح آخر، أعلن فورشيل عن خطة لترحيل الأجانب المجرمين من البلاد، حتى في حال ارتكابهم مخالفات بسيطة، مضيفاً أن أي شخص إذا لم يكن مواطناً سويدياً وصدر حكماً بسجنه ولو ليوم واحد فسوف يتم ترحيله.

وحمّل فورشيل المفوضية الأوروبية مسؤولية التحرك لإعادة اللاجئين إلى دول مثل سوريا وأفغانستان، داعياً إلى تنظيم موضوع نقل طالبي اللجوء إلى مراكز استقبال في دول ثالثة على مستوى الاتحاد الأوروبي.

مشاركة المقال: