الأحد, 20 أبريل 2025 11:32 AM

صراعات دمشق "تحت الأرض": نظرة مختلفة على دراما البيئة الشامية

صراعات دمشق "تحت الأرض": نظرة مختلفة على دراما البيئة الشامية

لا تزال أصداء الأعمال الدرامية التي عُرضت في موسم رمضان 2025 تثير اهتمام النقاد والجمهور، ومن بين الأعمال السورية البارزة مسلسل "تحت الأرض". تدور أحداث المسلسل في إطار درامي اجتماعي، مستعرضًا الصراع بين التجار في دمشق في مطلع القرن العشرين. تتولى عائلة "الصافي" الدمشقية السيطرة على تجارة التبغ، وتفرض قوانين صارمة على منافسيها في السوق. ومع ظهور منافس جديد، تنشب حرب ضروس بين الطرفين.

طرح غير معتاد

يُعتبر المسلسل من أوائل الأعمال العربية التي تناولت نشأة صناعة وتجارة التبغ، حيث قدم مضمونًا مختلفًا عن الأعمال الأخرى التي تناولت تلك الحقبة، والتي ركزت على مقاومة الاحتلال وإبراز الصورة الإيجابية لشخصيات الحارات الدمشقية البارزة. صرح كاتب العمل، شادي دويعر، لعنب بلدي، بأن فريق العمل سعى لتقديم صراعات إنسانية قابلة للحدوث في أي زمان ومكان. وأضاف أن اختيار بداية القرن العشرين كإطار تاريخي ودرامي أتاح الفرصة لتسليط الضوء على جانب من المجتمع الدمشقي في تلك الفترة، بأسلوب قد يكون أكثر واقعية من المعتاد في الدراما الشامية. كما أوضح أن اختيار "خان التتن" كمسرح رئيسي للأحداث كان بهدف إبراز نوع من التجارة التي كانت رائجة في دمشق، والتي لم تحظ بالاهتمام الكافي سابقًا.

دراما اجتماعية تاريخية

تباينت آراء النقاد حول تصنيف العمل، بين اعتباره جزءًا من أعمال البيئة الشامية نظرًا لمحاكاته لتلك الحقبة، أو عملًا اجتماعيًا نظرًا لغناه بالأحداث والقصص الاجتماعية. أوضح الكاتب دويعر أن تصنيف العمل يعتمد على أن أحداثه تدور في دمشق وحاراتها وبيوتها الدمشقية في بدايات القرن العشرين، مما دفع البعض لتصنيفه كعمل بيئة شامية. ومع ذلك، لاحظ العديد من المشاهدين محاولة صناع العمل تقديم الشخصيات وعلاقاتها وصراعاتها بطريقة مختلفة وأكثر واقعية، مما جعل التصنيف الأكثر دقة هو اعتباره دراما اجتماعية تاريخية.

نقل تصويره إلى سوريا

قامت الشركة المنتجة للعمل، "كلاكيت ميديا"، بنقل عمليات التصوير إلى سوريا بعد سقوط النظام، نظرًا لملاءمة بيئة العمل وجغرافيته لسوريا. وكانت الشركة قد بدأت التصوير في أبو ظبي قبل سقوط النظام، ثم استكملت المشاهد المتبقية في سوريا. يرى الكاتب شادي دويعر أن سقوط النظام خلال تصوير معظم الأعمال لموسم 2025 أتاح فرصة لعودة العديد من النجوم والفنانين السوريين. وأكد أن التصوير داخل سوريا يمنح العمل مصداقية أكبر، سواء من حيث الشكل أو المضمون، وهو ما ميز الدراما السورية في السنوات الماضية. وأضاف أن هذا لا يقتصر على الأعمال السورية فقط، بل يشمل الدراما العالمية عمومًا، حيث يمنح التصوير في أماكن واقعية بعيدًا عن الاستوديوهات العمل عمقًا بصريًا وصدقًا أكبر في تقديم الحكاية.

تشابه مع "الحفرة"

اتهم بعض المشاهدين والنقاد صناع العمل بسرقة الفكرة من المسلسل التركي "الحفرة". ردًا على ذلك، أوضح دويعر أن كلا العملين يحمل تأثرًا واضحًا بحبكة فيلم "العراب" (The Godfather)، سواء من حيث البنية الدرامية أو طبيعة العلاقات والصراعات. وأضاف أن فكرة قدوم شخصية بهوية مزيفة للانتقام موجودة أيضًا في رواية "الكونت دي مونتي كريستو"، وفكرة الرغبة في الانتقام من الأب تظهر في رواية "الإخوة كارامازوف". يرى دويعر أن هذه التشابهات طبيعية في العمل الدرامي، حيث تُعاد قراءة الموضوعات برؤية جديدة. وفيما يتعلق بنجاح العمل، أوضح أن المقاييس في هذا الجانب نسبية وتختلف الآراء بشأنها، وأن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في مدى انتشار العمل وزيادة نسب مشاهدته، مثل توقيت العرض والمنصة التي يُعرض عليها. ويأمل صناع العمل في تقديم عمل ممتع يلقى استحسان الجمهور. من أبرز نجوم المسلسل مكسيم خليل وسامر المصري وروزينا لاذقاني وفايز قزق وأحمد الأحمد ولجين إسماعيل وكارمن لبس وكرم الشعراني، وهو من تأليف شادي دويعر وسلطان العودة، وإخراج مضر إبراهيم، وإنتاج شركة "كلاكيت ميديا".

مشاركة المقال: