يبدو أن دراسة حديثة أجراها علماء بريطانيون حول الكوليسترول تحمل بشائر ثورة في هذا المجال، حيث تقربنا من علاج قادر على التخلص التام من الكوليسترول والاستغناء عن الأدوية التقليدية.
كيف يمكن تحقيق هذا الإنجاز؟
الدراسة المصغرة، التي شملت 15 مريضاً يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول، هدفت إلى تقييم فعالية وأمان علاج جديد يعتمد على وقف عمل جين معين أو تعديله. وقد أظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 50% في مستويات الكوليسترول الضار، الذي يعتبر عاملاً رئيسياً في الإصابة بأمراض القلب، المسبب الأول للوفيات في العالم، وفقاً لما نشرته CNN. كما كشفت الدراسة عن انخفاض بنسبة 55% في معدلات الشحوم الثلاثية، التي تزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب.
العلاج الجديد، الذي يستهدف جيناً مسؤولاً عن ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار، قد يكون حلاً مثالياً خاصةً للشباب الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول. فبفضل العلاج الجيني، يمكنهم التخلص من الكوليسترول بشكل دائم وتجنب العلاج الدوائي المستمر مدى الحياة، وهو ما كان يعتبر حلماً بعيد المنال قبل سنوات.
يشدد أطباء القلب في الولايات المتحدة الأميركية على ضرورة خفض مستويات الكوليسترول الضار إلى ما دون الـ 100 لمرضى القلب أو المعرضين لارتفاع الكوليسترول. ورغم أن العلاجات الحالية قادرة على تحقيق ذلك، إلا أن الآمال معلقة على هذا النوع من العلاجات التي قد تحقق التعافي التام بجرعة واحدة، خاصةً وأن التغذية وحدها لا تكفي.
هذا العلاج سيمكن المرضى، وخاصة الشباب، من التخلص من دواء الكوليسترول اليومي الذي يهدف إلى ضبط مستوياته وتجنب تداعياته على القلب. وقد استُلهمت فكرة العلاج من الطفرة الجينية المسؤولة عن ضبط مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية، حيث يتمتع الأشخاص الذين لديهم الطفرة الجينية ANGPTL3 بحماية طبيعية من أمراض القلب بسبب انخفاض مستويات الكوليسترول الضار والشحوم الثلاثية لديهم.
العلاج الذي يعتمد على CRISPR يهدف إلى إحداث تعديل جيني يساهم في اكتساب هذه الحماية للقلب، في حين لا توجد حالياً علاجات قادرة على خفض مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الوقت نفسه.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار