الثلاثاء, 22 يوليو 2025 12:26 AM

فاطمة الحمادي: الفنانة الإماراتية التي تجمع بين المرسم والشارع في رؤية فنية متكاملة

فاطمة الحمادي: الفنانة الإماراتية التي تجمع بين المرسم والشارع في رؤية فنية متكاملة

تتنقل فاطمة الحمادي بين عوالم فنية متنوعة، محافظةً على تعبيرها الفني الأصيل. وتصف الحمادي الخط العربي بأنه روح الثقافة العربية وهويتها البصرية العميقة، حيث يظهر الخط العربي في لوحاتها بحضور مميز. وتوضح الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي أن الخط العربي يمثل لغة فنية راقية تعبر عن الجمال والدقة، مؤكدة حرصها على توظيفه بأسلوبها الخاص كجزء من موروثها البصري.

لا يقتصر تميز الحمادي على الخط العربي فقط، بل يتعداه إلى التنقل بين الألوان المائية وفن الغرافيتي في الشارع. وقد اختارت الرسم بالألوان المائية لأنها تعتبرها خامة صادقة وحساسة تعكس المشاعر بعمق وشفافية، وتمنحها مساحة للتعبير بأسلوب هادئ ولكنه قوي التأثير، كما صرحت لـ"النهار".

ترى الحمادي أن التحدي الأكبر في استخدام الألوان المائية يكمن في انعدام هامش الخطأ، موضحة أن هذه الألوان لا تمنح فرصة كبيرة للتراجع أو التعديل، مما يتطلب قرارات دقيقة وتحكماً كبيراً بالماء واللون. وهذا ما يجعلها تحدياً محفزاً للإبداع.

تنتمي الحمادي إلى الجيل الجديد من الفنانين الذين وسعوا مفهوم اللوحة ليشمل الجدران العامة، وهي أيضاً من مؤسسي فريق "فنانو جرافيتي الإمارات" الذي يضم مجموعة من المواهب الشابة التي شاركت في رسم جداريات كبيرة في شوارع الإمارات، وأنجزت مشاريع تجميلية عدة دخلت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، وكان أطولها اللوحة الجدارية التي أنجزت في 2017 في دبي.

وعن تجربتها مع فن الشارع، تقول الحمادي إن حرية التعبير ومخاطبة الجمهور مباشرة هما أكثر ما جذبها، فالغرافيتي يخرج الفن من الإطار التقليدي ويجعله جزءاً من الحياة اليومية والمكان. وتؤكد أن الرسم على الجدران مليء بالتفاعل والنبض المجتمعي، بينما المرسم هو مساحة للتأمل والانعزال، وأن كل تجربة تغذي الأخرى، فالأولى تمنحها الانفتاح، والثانية العمق.

وترى الحمادي أن ملامح مدرسة إماراتية في فن الشارع بدأت بالظهور، من خلال الجمع بين التراث البصري المحلي والأساليب العالمية المعاصرة، بروح تعكس البيئة الإماراتية والجيل الجديد من الفنانين.

تمتلك الحمادي 27 عاماً من الخبرة في حقل الفنون الجميلة، حيث تؤدي أدواراً متعددة كفنانة أكاديمية، ومدربة، ومؤسِّسة مدرسة فنون "زاوية فن" وفنانة شارع، حتى وصلت إلى تأليف مناهج الفنون البصرية في وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتؤكد الحمادي أن هذه المسارات تكمل بعضها البعض، فالتدريس يرسخ المعرفة، والشارع يمنحها الحرية، والعمل الأكاديمي يعمق الفهم، وهي مسارات مختلفة ولكنها تصب في مجرى واحد: الشغف بالفن والتعبير الحقيقي.

تجمع فاطمة الحمادي بين حساسية الألوان المائية، وانضباط الخط العربي، وحرية الغرافيتي، لتخلق لغة بصرية خاصة بها، لا تشبه سواها. فهي فنانة تؤمن بأن الفن ليس مهنة ولا وظيفة، بل حالة وجودية، تعيشها بصدق في كل لوحة، وكل حائط، وكل حوار. وبين جدران المرسم الصامتة وجدران الشوارع النابضة، تواصل الحمادي نسج سرديتها كفنانة إماراتية معاصرة، لا تخشى التجريب، ولا تنفصل عن جذورها.

مشاركة المقال: