الجمعة, 26 سبتمبر 2025 09:49 PM

فورين بوليسي: لماذا كان خطاب الرئيس الشرع في الأمم المتحدة مؤثراً؟

فورين بوليسي: لماذا كان خطاب الرئيس الشرع في الأمم المتحدة مؤثراً؟

ذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية في تقرير لها أن خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان حدثاً استثنائياً، كونه أول رئيس سوري يخاطب الهيئة الأممية منذ عام 1967.

وأوضحت المجلة أن تميز الحدث يكمن في كون الشرع كان مقاتلاً سابقاً في تنظيمات مسلحة، وشارك في مواجهات ضد القوات الأميركية في العراق، وكان ضمن قائمة المطلوبين حتى كانون الأول/ديسمبر الماضي مع رصد مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه، واليوم يلقي خطاباً أمام القادة الذين كانوا يلاحقونه.

وأشار التقرير الذي كتبه ريشي أيينغار وجون هالتيوانغر، مراسلا الموقع، إلى أن وصول الشرع إلى الرئاسة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد يمثل تحولاً كبيراً، إلا أن الكثيرين لا يزالون يشككون في قدرته على قيادة البلاد نحو الاستقرار بعد حرب دامت 14 عاماً وأدت إلى تفكك المجتمع السوري.

وبحسب التقرير، استغل الشرع كلمته أمام قادة العالم لطمأنة المجتمع الدولي بشأن نواياه، مؤكداً التزامه بفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا تقوم على السلام والتسامح والتعاون، ومحاسبة المتورطين في سفك دماء الشعب.

ونقل التقرير عن الشرع قوله: "سوريا تحولت مع هذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا"، داعياً إلى رفع العقوبات الأممية المتبقية على البلاد.

وأشادت مايا أنغار، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، بأداء الشرع، مؤكدة أن الخطاب كان "فرصة مثالية لتلميع صورته أمام العالم"، وفقاً لما ذكره التقرير.

وأكدت أنغار للموقع أن خطاب الشرع الأخير كان يهدف "دون أدنى شك إلى تبديد المخاوف التي تساور المجتمع الدولي بشأن التعامل مع سوريا"، كما صُمم "لجذب مستثمرين وشركات جديدة والتواصل معهم" بهدف إعادة إعمار سوريا.

وأشارت المحللة إلى أن الشرع لم يدخر جهداً في التواصل مع جميع الأطراف "حتى مع أكبر منتقديه"، لافتة إلى أنه أجرى محادثة مع المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بتريوس، الذي أشرف على سجنه سابقاً في العراق.

وذكر الموقع أن الشرع لم يغفل مهاجمة إسرائيل بسبب ضرباتها الجوية في سوريا، مما يدل، بحسب أنغار، على أن طريق التطبيع لا يزال طويلاً، وهو ملف ستراقبه العواصم الدولية عن كثب.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن حضور الشرع كان لحظة تاريخية تابعها العديد من السوريين عن كثب، بمن فيهم أفراد من الجالية السورية في نيويورك الذين تجمعوا بالقرب من الحواجز الأمنية، وأجهش بعضهم بالبكاء، معبرين عن مزيج من الأمل والدهشة لتمثيل بلادهم على المنصات العالمية.

مشاركة المقال: