في طرطوس وسوريا عمومًا، تستمر الأم بتقديم دروس في الصبر والعمل والإبداع، حيث تجد حلولًا مبتكرة لإعالة أسرتها. صحيفة "الحرية" التقت بأم محمد، وهي أم لأربعة أبناء، تقف أمام تنورها بوجه بشوش لتخبز الخبز والفطائر. بدأت أم محمد مشروعها الصغير بفكرة بسيطة للتغلب على الظروف الصعبة، حيث لم يعد دخل زوجها كافيًا. فقررت إنشاء تنور لبيع الخبز والفطائر، وهو مشروع لا يحتاج إلى رأس مال كبير.
توضح أم محمد أن التنور يعتمد على الحطب، مما يوفر تكلفة الطاقة، ويمكن لزوجها وأبنائها توفير الحطب ومساعدتها. بدأت بكميات قليلة من المواد الأولية، ومع المثابرة والطلب المتزايد، تضاعف المردود وأصبح يسد احتياجات أسرتها الأساسية. وتخطط أم محمد لتوسيع مشروعها وشراء صاج وتطوير منتجاتها بمساعدة صديقة.
تصنع أم محمد الخبز والفطائر وتلبي طلبات المنازل. وتختم كلامها بالتأكيد على أهمية الصبر والعمل، وهي قيم تعلمتها من والدتها وجدتها وستعلمها لأبنائها.
محمود عليّان، أحد الزبائن، يؤكد أنه يشتري باستمرار من أم محمد لجودة منتجاتها وتشجيعًا لها، ويدعو النساء للاقتداء بها.
من جانب آخر، أوضحت شيرين ابراهيم سكاف أن مشروعها "صباريات" بدأ بعد وفاة والدها عام 2021، حيث بدأت بشراء الصباريات بالقطعة ثم جمعت الأنواع وزارت المشاتل. وفي عام 2022، انطلق مشروعها الفعلي، وبلغت قيمة أول طلبية مبيعة 60 ألف ليرة.
واجهت سكاف صعوبات في البداية، ولكنها طورت عملها ووسعت مجموعتها إلى أكثر من 400 نوع وأكثر من 1000 أصيص. ازداد المردود المادي بعد انتشار مشروعها على صفحتها، وأصبح لديها خط إنتاج خاص بها وتشحن إلى خارج البلد.
تؤكد سكاف أن مشروعها ألهم الكثير من الشباب لافتتاح مشاريعهم الخاصة، وأثبتت أنه لا مكان للمستحيل.
المهندسة الزراعية رزان شعبان، الخبيرة في شؤون المشاريع الصغيرة، أوضحت أن المشاريع الصغيرة لا تحتاج إلى رأس مال كبير وتعزز مهارات الفرد وتجعله منتجًا.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية