«قطع وريد».. دراما جريمة مشوقة تكشف أسرار قرية مضطربة

تدور أحداث مسلسل "قطع وريد" في إطار من التشويق والغموض، حيث تبدأ القصة بجريمة قتل غامضة تشكل نقطة الانطلاق للأحداث. يتصاعد الصراع في العمل مع تركيزه على المواضيع الاجتماعية المعقدة، مثل النزاع على الإرث والثروة، التي يتم تناولها بصورة غير مباشرة. شخصية رياض الخاطر، التي يجسدها بمهارة سلوم حداد، تتسم بحب التملك والطموح الشديد، حيث لا يتردد في الإطاحة بأي شخص يقف في طريقه، سواء كان خصومه أم أحباؤه، لتحقيق مصالحه المادية.
القصة التي كتبها سعيد حناوي وتمت معالجتها درامياً بواسطة السيناريست محمود إدريس، تقدم حبكة متقنة تحبس الأنفاس، حيث يتصاعد التشويق مع كل مشهد. العمل يتميز بواقعية تسلسل الأحداث وتصاعدها المدروس، مما يجعل المشاهد في حالة ترقب دائم حتى النهاية.
**الأداء الفني:**
سلوم حداد يبرز بتمثيله شخصية رياض التي تحمل ماضياً معقداً جعلته قاتلاً متمرساً. تصرفاته وسلوكياته الغامضة والمحيّرة تضيف طبقات عميقة للشخصية. باسم ياخور تألق في دوره كذلك، حيث قدم أداءً مقنعاً يعكس حالة رجل تحمل مشاعر مختلطة بين القوة والانهيار. شكران مرتجى كانت مؤثرة بشدة في مشاهدها، حيث جسدت شخصية الأم المكلومة بصدق لامس القلوب.
**قصص جانبية وشخصيات داعمة:**
العمل لا يقتصر على أبطاله الأساسيين، بل سلط الضوء على شخصيات أخرى قدمت أبعاداً إضافية للقصة. جمال العلي وأندريه سكاف، المعروفان بأدوارهما الكوميدية، ظهرا هنا بأداء جاد ومؤثر في أدوار غير تقليدية لهما، حيث جسدا شخصيات تعاني من فقدان أحبائها في ظروف مأساوية.
**إخراج وتصاعد الحبكة:**
المخرج تامر إسحاق قاد العمل بحرفية عالية، حيث استطاع الإمساك بخيوط القصة بإحكام، مما أضاف عنصر التشويق والإثارة حتى اللحظة الأخيرة. بالرغم من بعض الملاحظات حول القطعات الإخراجية والموسيقى التصويرية، إلا أن العمل نجح في ترك بصمة مميزة في دراما رمضان لهذا العام.
**التسويق وردود الفعل:**
رغم معاناة العمل من تسويق ضعيف في البداية، إلا أنه استطاع جذب الانتباه والتفاعل المتزايد مع تتابع الأحداث. مشهد إعدام طلال ومشاهد الأم المفجوعة كانت من اللحظات التي أثرت بشدة في الجمهور.
"قطع وريد" يُعد تجربة درامية تستحق الإشادة، حيث جمع بين عناصر الغموض والإثارة مع معالجة درامية عميقة للصراعات الاجتماعية.