الأحد, 20 يوليو 2025 06:21 PM

قمة ثلاثية في عمّان تدعم وقف إطلاق النار في السويداء وتؤكد على وحدة واستقرار سوريا

قمة ثلاثية في عمّان تدعم وقف إطلاق النار في السويداء وتؤكد على وحدة واستقرار سوريا

استضافت العاصمة الأردنية عمّان في 19 تموز 2025 لقاءً ثلاثياً هاماً، جمع كلاً من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الجمهورية التركية والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس بارك. وقد تمحور اللقاء حول آخر المستجدات والتطورات في الأوضاع السورية، خاصةً في ضوء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخراً في محافظة السويداء والذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم.

أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية بأن المباحثات ركزت بشكل أساسي على بحث سبل دعم هذا الاتفاق وتأمين تنفيذه الفعلي على أرض الواقع، بهدف حماية أرواح المدنيين السوريين، وضمان الاستقرار في منطقة الجنوب السوري.

من جهتها، أكدت السفارة الأميركية في سوريا أن هذا اللقاء يأتي في سياق الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لضمان نجاح الاتفاق واحتواء التوترات المتصاعدة. وأشارت السفارة إلى أن أيمن الصفدي وتوماس بارك أعربا عن دعمهما الكامل لوقف إطلاق النار، وأشادا بالجهود التي بذلتها الحكومة السورية للوصول إلى هذا الاتفاق والعمل على تنفيذه.

كما شدد الجانبان على التزام المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة بدعم سوريا في الحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسلامة مواطنيها، مؤكدين أن استقرار سوريا يمثل عنصراً أساسياً لاستقرار المنطقة بأكملها.

وبحسب البيان الأردني، اتفق الأطراف الثلاثة على تنفيذ مجموعة من الخطوات العملية لدعم تنفيذ الاتفاق في محافظة السويداء، وتشمل هذه الخطوات نشر قوات الأمن السورية في المحافظة لضمان الأمن وبسط سيادة الدولة، بالإضافة إلى الإفراج عن المحتجزين لدى جميع الأطراف كجزء من إجراءات بناء الثقة، وتعزيز جهود المصالحة المجتمعية التي تهدف إلى رأب الصدع وتعزيز السلم الاجتماعي، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

وأشار البيان إلى أن هذه الخطوات تهدف إلى تكريس سيادة القانون في جميع أنحاء المحافظة، وضمان حماية المدنيين، وتحقيق تهدئة دائمة وشاملة تمهد الطريق لمعالجة أوسع للتحديات الميدانية والإنسانية في الجنوب السوري.

كما أكد أيمن الصفدي وتوماس بارك ترحيبهما بالتزام الحكومة السورية بمحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات أو انتهاكات قد تكون وقعت بحق المواطنين في السويداء، معتبرين أن المساءلة تمثل عنصراً أساسياً في تعزيز الثقة وتعافي المجتمع المحلي. وأعربا عن دعمهما لجهود الحكومة السورية الرامية إلى نبذ العنف ومكافحة الطائفية والتصدي لمحاولات بث الفتنة والتحريض وخطاب الكراهية، والعمل على تعزيز التعايش وقيم التسامح داخل المجتمع السوري.

من جانبه، ثمّن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الدور الذي قامت به المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار، ليس فقط في السويداء بل على مستوى سوريا ككل. وأكد أهمية استمرار التنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين، بما يخدم أمن سوريا ويحافظ على سلامة مواطنيها ويدعم جهود الدولة السورية في بسط القانون والسيادة الوطنية.

وفي ختام الاجتماع، جدد الوزيران أيمن الصفدي وأسعد الشيباني، والسفير الأميركي توماس بارك، التزامهم بالعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة خطواته العملية على الأرض، ودعم الاستقرار في سوريا، وترسيخ سيادة الدولة وسيادة القانون، مع التأكيد على أن حماية المدنيين ووحدة الأراضي السورية تظل أولوية أساسية في أي جهد سياسي أو ميداني.

وأكدت الأطراف الثلاثة أن اللقاء في عمّان يعكس حرصاً مشتركاً على تعزيز التنسيق والعمل الجماعي من أجل دعم الاستقرار في سوريا والمنطقة، وتوفير بيئة أكثر أمنًا وعدلًا للشعب السوري.

مشاركة المقال: