الأحد, 23 نوفمبر 2025 11:49 PM

لماذا يعود كبار السن إلى سلوك الطفولة؟ أسباب نفسية وراء الانحدار العمري

لماذا يعود كبار السن إلى سلوك الطفولة؟ أسباب نفسية وراء الانحدار العمري

يواجه كبار السن تحديات كبيرة مع تقدم العمر، أبرزها فقدان بعض القدرات العقلية، الأمر الذي قد يدفعهم للتصرف بطرق تشبه الأطفال. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك؟

هل هناك تفسير علمي لهذه الظاهرة؟

تتساءل ريما، الموظفة التي تعيش مع والدتها المسنة، عما إذا كان هناك تفسير علمي لتصرفات كبار السن الذين يعودون للتصرف كالأطفال عند بلوغهم عمراً معيناً. هل هو رد فعل على اليأس من الحياة، أم أنهم يتصرفون بعفوية؟ وكيف يجب التعامل معهم في هذه الحالة؟ تضيف ريما أن المشكلة تكمن في عدم معرفة ما إذا كان سلوك والدتها مقصوداً لإيذائها أم أنه نابع من العفوية، خاصة وأن تصرفاتها تدل على وعيها بما تفعل. معاناة ريما لا تقتصر على تصرفات والدتها، بل تتعداها إلى الحاجة لجليسة تؤنسها وتلبي طلباتها التي تشبه طلبات الأطفال، مؤكدة أن والدتها عادت طفلة صغيرة تحتاج إلى الحنان والاهتمام.

اختصاصية الصحة النفسية، د. غنى نجاتي، توضح أن هذه الظاهرة تسمى "الانحدار العمري"، حيث تتراجع الحالة الذهنية لكبار السن لتصبح شبيهة بحالة الطفولة. وتعزو د. نجاتي هذه الحالة إلى أسباب نفسية وأمراض ذهنية. وتشير إلى أن حياة المسنين هي عودة بشكل من الأشكال إلى مرحلة الطفولة، حيث يعاني الكثير منهم من النسيان وتراجع حاستي النظر والسمع، ويصبحون بحاجة إلى مساعدة أبنائهم أو أحد البالغين من محيطهم، تماماً كما يحتاج الأطفال بعد عام من ولادتهم.

وبحسب د. نجاتي، فإن الخرف أو الزهايمر قد يؤديان إلى تدهور القدرات العقلية، مما يجعل كبار السن يتصرفون كالأطفال بسبب فقدان الذاكرة وصعوبة فهم من حولهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعور بالوحدة أو العزلة يدفع كبار السن للبحث عن الاهتمام بأي وسيلة ممكنة، بما في ذلك تصرفات الطفولة التي تعبر عن الحاجة للاهتمام. وترجح د. نجاتي أن التقدم في العمر قد يحدث تراجعاً في القدرات العقلية، مما يؤثر في التصرفات ويجعلها تبدو بسيطة أو طفولية، وأن كبار السن يتصرفون كالأطفال للحصول على الرعاية، خاصة إذا شعروا بالإهمال.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: