لقي أربعة أشخاص مصرعهم، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أربعة آخرون جراء انفجار قذيفة من مخلفات الحرب في محافظة درعا جنوبي سوريا. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، اليوم الثلاثاء 15 نيسان، بأن الانفجار وقع نتيجة عبث مجموعة من الشبان بقذيفة في بلدة تسيل بريف درعا الغربي.
وأوضح المراسل أن الانفجار أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال كحصيلة أولية وإصابة خمسة آخرين، قبل أن يتوفى أحدهم لاحقًا متأثرًا بجراحه، وفقًا لمصدر صحي. وينتمي الضحايا ومعظم الجرحى لعائلة السلامات، بالإضافة إلى مصاب من عائلة زين العابدين. وذكر موقع “درعا 24” أن أعمار الضحايا والمصابين تتراوح بين 15 و20 عامًا، وأن الانفجار نجم عن حشوة لذخيرة مدفع من عيار “122” ملم كانت بحوزة مجموعة من الشبان واليافعين الذين كانوا يستقلون دراجات نارية، حيث سقطت إحدى الحشوات ما أدى إلى انفجارها.
ضحايا مخلفات الحرب
في تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” صدر في 8 نيسان الحالي، أشارت المنظمة إلى مقتل ما لا يقل عن 249 شخصًا، بينهم 60 طفلًا، وإصابة 379 آخرين بمخلفات الحرب منذ سقوط النظام في 8 كانون الأول 2024. وأرجعت المنظمة هذه الزيادة في أعداد الضحايا إلى تزايد حركة عودة النازحين إلى ديارهم.
وأكد الباحث في قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في “هيومن رايتس ووتش” ريتشارد وير، أن هناك فرصة لإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في سوريا، مشددًا على ضرورة بذل جهود عاجلة على مستوى البلاد لإزالة الألغام لتجنب إصابة أو مقتل المزيد من المدنيين العائدين إلى ديارهم.
حملة للتوعية
في مطلع نيسان الحالي، أطلقت منظمتا “الصليب الأحمر الدولي” و”الهلال الأحمر السوري” حملة توعوية حول مخاطر مخلفات الحرب في سوريا، تهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة على العائدين والنازحين والعاملين في المجال الإنساني. وتشمل الحملة محتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل إذاعية، و”بودكاست”، وبيانًا لرئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا.
ووفقًا لبيان المنظمة الدولية، يتعرض أكثر من 14 مليون شخص للخطر بسبب التلوث بالأسلحة، والأطفال هم من بين الفئات الأكثر ضعفًا. وأشار “الصليب الأحمر” إلى تلقيه بلاغات عن أكثر من 5600 ضحية مدنية بسبب حوادث الذخائر المتفجرة بين عامي 2019 و2024، وخلال عام 2024 وحده، وثق “الصليب الأحمر” 388 حادثًا أسفرت عن أكثر من 900 ضحية، يشكل الأطفال ثلثهم.
