السبت, 10 مايو 2025 09:56 AM

مأساة مخيم كفرنبل: نزوح مستمر ومعاناة تتفاقم في ظل غياب الدعم وإعادة الإعمار

مأساة مخيم كفرنبل: نزوح مستمر ومعاناة تتفاقم في ظل غياب الدعم وإعادة الإعمار

في مخيم كفرنبل بريف حلب الغربي، تتجاوز قصة المعاناة مجرد عدد الخيام، لتصل إلى صراع العائلات المتبقية مع العجز والفقر وانعدام مقومات الحياة الأساسية. فبعد آمال بالعودة والاستقرار، كشف الواقع عن قسوة تفوق مرارة النزوح.

حسين الشوال: العودة أصعب من البقاء

يستذكر حسين الشوال، النازح من كفرنبل، معاناته قائلاً: "لم نعد إلى بيوتنا بسبب الدمار وانتشار الحشرات وغياب وسائل النقل، فقررنا البقاء رغم الأوضاع المأساوية." وأوضح أن تكلفة إعادة إعمار منزل واحد تتجاوز 5000 دولار، وهو مبلغ يفوق قدرتهم. وأضاف: "نعيش على أرض مستأجرة بلا ماء ولا كهرباء، لكن البقاء هنا أهون من العودة إلى العدم."

أم يوسف: نعمل من أجل رغيف الخبز

تتحدث أم يوسف، أم لخمسة أطفال وزوجها مشلول، عن يوميات المخيم بمرارة: "أعمل في الورش الزراعية لشراء الخبز فقط. لا نملك بيتًا ولا مالًا، نترزق الله. نريد العودة، لكن لا أحد يساعدنا." وتضيف: "الفقر ينهش أجسادنا، ونناشد الحكومة إعطاء الأولوية لمن بقي هنا."

واقع معيشي متهالك: بلا ماء ولا مساعدات

يشتكي السكان من انقطاع الدعم الإنساني منذ أكثر من عامين، ما اضطرهم للاعتماد على العمل اليومي لتأمين احتياجاتهم الأساسية. المياه أصبحت عبئًا، حيث يتجاوز سعر الصهريج 15 دولارًا، ما يجبر العائلات على العمل في الزراعة بأجور زهيدة.

المنظمات غائبة، والإعمار مؤجل

يرى السكان أن المنظمات تخلت عنهم بعد التحرير، معتبرة المنطقة "مستقرة"، متجاهلة الدمار الذي لحق بالمنازل والحاجة إلى مبالغ ضخمة لإعادة الإعمار. يؤكدون أن الحياة الكريمة تتطلب تدخلًا عاجلًا لإعادة بناء المنازل وتوفير مقومات الحياة الأساسية.

محمد منصور: بقينا لنواجه الموت البطيء

يختتم محمد منصور شهادات المخيم: "الوضع بعد التحرير سيئ جدًا، الأسعار ارتفعت والدعم انخفض، ولم يبقَ سوى 35 عائلة. البعض عاد إلى بلداتهم المدمرة، والباقون يعيشون بين الأفاعي والقوارض." ويضيف: "نشتري الماء منذ عامين دون دعم، ونعمل باليومية لتأمين الخبز والماء. نحتاج إلى ألف دولار على الأقل لكل منزل مدمر، وكل العائلات عليها ديون متراكمة. الحياة معدومة بكل معنى الكلمة."

بين الانتظار والترميم، يعلق أهالي مخيم كفرنبل حياتهم على أمل لا يأتي. واقعهم يستصرخ الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية لوضعهم في سلم الأولويات، ومنحهم فرصة للبدء من جديد، مع الحاجة الملحة لإنشاء صندوق حكومي لإعادة النازحين إلى ديارهم ومساعدتهم في إعادة إعمار منازلهم.

مشاركة المقال: