الأحد, 28 سبتمبر 2025 09:49 AM

مبادرة 'سند' في شهبا: توفير خبز الذرة لمرضى الداء الزلاقي وسط صعوبات معيشية

مبادرة 'سند' في شهبا: توفير خبز الذرة لمرضى الداء الزلاقي وسط صعوبات معيشية

أفادت الشابة جنى قبيطع، البالغة من العمر 14 عاماً والمصابة بداء الزلاقي، بأن مبادرة "سند" لخبز دقيق الذرة جاءت استجابة لحاجة المرضى الذين اضطروا لكسر الحمية الغذائية عدة مرات منذ بداية الأحداث في السويداء، مما أثر سلباً على صحتهم، وهي واحدة منهم.

سناك سوري-رهان حبيب

يعاني العديد من مرضى سوء الامتصاص صعوبة كبيرة في الحصول على الأطعمة الخاصة بهم، خاصة الخبز الخالي من الغلوتين الموجود في القمح والشعير، مما يجعلهم بحاجة إلى خبز الذرة. في السابق، استفاد المرضى من الكميات التي وفرتها جمعية مرضى الداء الزلاقي في دمشق، والتي قدمت كميات على مراحل للتخفيف من معاناتهم، إلا أن الاحتياج كان أكبر مما تمكن الهلال الأحمر من إدخاله إلى السويداء خلال الشهرين والنصف الماضيين بعد الأحداث.

أطلقت جمعية سند المحلية في مدينة شهبا الأسبوع الماضي مبادرة لخبز أرغفة الذرة للمرضى بمشاركة نساء المدينة المتطوعات، وفقاً لجمانة ناصيف من جمعية سند. وأضافت جمانة لـ"سناك سوري" أن المبادرة نظمتها جمعية سند النسائية لعجن وخبز كمية من طحين الذرة لمساعدة المرضى وأهاليهم في الحصول على الخبز والمواد الغذائية اللازمة، وقد باشرت عملها الإغاثي للتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية وتقديم خدمات للنساء والأسر المهجرة قسرياً وللمرضى. ونُفذت المبادرة في إحدى ورشات المنطقة الصناعية في شهبا التي تبرع صاحبها باحتضان المبادرة ودعمها كجهد جماعي لدعم المرضى قدر الإمكان.

وبحسب ناصيف، يواجه مرضى الداء الزلاقي مخاطر صحية كبيرة بسبب "الحصار" وعدم دخول كميات كافية من دقيق الذرة، مما يجبرهم على كسر الحمية الغذائية، وهو ما يهدد حياة 318 مريضاً في محافظة السويداء.

ويتهم أهالي في السويداء الحكومة بفرض "حصار" على المدينة، حيث لم تصلهم كميات الطحين من مخصصاتهم منذ نحو شهرين ونصف، كما ذكرت مصادر تموينية لـ"سناك سوري" سابقاً. كما يجد مرضى الأمراض المزمنة ومرضى الكلى صعوبة بالغة في الحصول على أدويتهم.

المبادرة استهدفت 60 مريضاً في شهبا

استهدفت المبادرة مرضى مدينة شهبا، وعددهم نحو 60 مريضاً ومريضة من مختلف الأعمار، بينهم 15 طفلاً عانوا الأمرين منذ بداية الأزمة. تم خبز الأرغفة من كميات طحين الذرة التي سبق وأن قدمتها جمعية مرضى الداء الزلاقي من دمشق إلى المحافظة عبر الهلال الأحمر. وفي حال الحصول على كميات جيدة، ستسعى النساء المبادرات لتقديم الخبز لمرضى الأطفال خارج المدينة، كما ذكرت ناصيف.

وتوضح ناصيف أنه منذ شهر وردت كمية من الدقيق احتفظوا بها لعدم توافر المحروقات حينها للخبز، وبعد فترة تزيد على الشهر وردت كمية إضافية جمعت لتكون أساساً لهذه المبادرة اليوم، بهدف تأمين كمية من الخبز، مع العلم أن المرضى بحاجة إلى قائمة طويلة من المنتجات التي يتعذر توافرها في هذه الفترة، غير أن التعاون الأهلي الذي أدى لإطلاق هذه المبادرة قد يكون بداية لعمل يخفف آلام المرضى ومعاناتهم.

وشاركت أخصائية التغذية ضحى الخطيب النساء في العمل ووجهت نداء لجمعيات حقوق الإنسان لمساعدة المرضى الذين لا بدائل لديهم فإما الجوع أو المرض.

وتضيف: «إن مريض الداء الزلاقي لا يمكنه تناول أي غذاء يدخل فيه دقيق، وعدم تناول الغذاء المناسب يعرضه لعدة أنواع من الأمراض الهضمية السرطانية والتهابات المفاصل وعدد كبير من الأمراض الخطرة التي تهدد حياته، مع التمني بأن تصل الرسالة ويتم فك "الحصار" عن المدينة ومساعدة هؤلاء المرضى».

وعلى الرغم من أن المعلمة لينا مهنا من فريق النساء لم تحضر خبز الذرة سابقاً ولا تعلم شيئاً عن تحضيره، إلا أنها حضرت وتعلمت من أمهات المرضى الطريقة الصحيحة، كما تقول وتضيف لـ"سناك سوري"، إن «هناك من ساعدت بالعجن ومن رقّت الرغيف ومن خبزت وفي النهاية أنتجنا خبزاً من الكمية المتوفرة بين أيدينا رغم قلتها لمساعدة مرضانا على أمل أن نتمكن في مرات قادمة من تأمين كميات أكبر لكل مرضى السويداء بهذه الظروف الصعبة».

أخيراً، إن ندرة توافر دقيق الذرة مشكلة ظهرت منذ شهرين ونصف، دون وجود حلول سوى ما تحاول جمعية الداء الزلاقي في دمشق تقديمه وإدخاله عبر الهلال الأحمر بفترات متباعدة.

وتبقى حياة المرضى وصحتهم معلقة بين يدي من يسمح بوصول الغذاء والدواء وكافة مستلزمات الحياة.

مشاركة المقال: