الثلاثاء, 10 يونيو 2025 07:33 AM

مبادرة "فرحتكم عيدنا" تعيد البسمة إلى 150 طفلاً من مخيم اليرموك: دعم نفسي وأنشطة مبهجة

مبادرة "فرحتكم عيدنا" تعيد البسمة إلى 150 طفلاً من مخيم اليرموك: دعم نفسي وأنشطة مبهجة

في بادرة تهدف إلى إدخال السرور على قلوب الأطفال الذين عانوا من ويلات الحرب، أطلقت منظمة سار مبادرة إنسانية تحت عنوان "فرحتكم عيدنا"، مستهدفةً حوالي 150 طفلاً من أبناء مخيم اليرموك جنوب دمشق.

أقيمت الفعالية بالتعاون مع وكالة الأونروا، التي وفرت الحديقة المجتمعية التابعة لها لاستضافة الأنشطة، بحضور الأهالي ومشاركة لجان التنمية المحلية في المخيم. تميزت المبادرة، التي انطلقت في ثالث أيام العيد، بطابع نفسي واجتماعي، حيث شملت الأنشطة ألعابًا حركية مثل كرة السلة والبولينغ وسباقات الفرق، بالإضافة إلى ورش عمل للرسم والتشكيل بالمعجون، مما أتاح للأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم وتنمية مهاراتهم الفنية والجسدية في بيئة آمنة ومرحبة.

العيد يجب أن يمر من هنا

أكدت هند منجفيكا، الوكيل التنفيذي للفعالية ومسؤولة الدعم النفسي في قسم حماية الطفل بالمنظمة، أن المبادرة تجاوزت كونها مجرد نشاط ترفيهي، بل صُممت لمعالجة الجوانب العميقة في نفسية الطفل. وأضافت: "حرصنا على أن تكون كل لحظة في الفعالية هادفة؛ من الرسم الذي يسمح للطفل بالتعبير عما بداخله، إلى الألعاب الجماعية التي تعزز روح الفريق والانتماء. الأعياد غالبًا ما تكون أوقاتًا صعبة للأطفال الذين فقدوا أحباءهم أو يعيشون في ظروف قاسية، وكان هدفنا أن نمنحهم شعورًا بأنهم محبوبون ومهمون".

شهادات من قلوب الأمهات: "رأيت ابتسامته لأول مرة منذ شهور"

عبرت أم يزن التميمي، والدة أحد الأطفال المشاركين، عن مشاعرها الممزوجة بالفرح والدموع، قائلة: "ابني يزن مر بظروف نفسية صعبة مؤخرًا، ولاحظت أنه أصبح أكثر انعزالًا. لكن اليوم، رأيت بريقًا في عينيه وابتسامة اشتقت إليها كثيرًا. هذه المبادرات تعني لنا كأهل أكثر مما تتخيله المؤسسات".

وقالت أم ميرا، والدة طفلة شاركت في معظم الفعاليات: "رسمت ميرا وردة كبيرة وقالت لي (هذه لك يا ماما)، شعرت بأن النشاط حررها من قلقها وعبر عنها بطريقة لم نكن نستطيع نحن كأهل توفيرها لها في هذا الظرف. أنا ممتنة جدًا لكل من ساهم في هذا اليوم".

من الفرح إلى الأمل: الهدايا والرسائل الأعمق

في ختام الفعالية، تم توزيع هدايا رمزية على الأطفال، تضمنت أدوات رياضية بسيطة كالمضارب والكرات، بهدف تعزيز مفهوم الفرح والاستمرارية، بعيدًا عن النظرة الاستهلاكية للهدايا.

ترى منجفيكا أن هذه الهدايا ليست مجرد أدوات للعب: "إنها رسائل غير مباشرة تقول للطفل: أنت موجود، نحن نراك، ونهتم بك. وهذا بحد ذاته شكل من أشكال الدعم النفسي".

خطط مستقبلية لأطفال يحتاجون المزيد

يؤكد القائمون على المبادرة أن هذه الخطوة ليست الأخيرة، بل هي جزء من خطة شاملة تستهدف فئات الأطفال المتضررين من النزاع، وتهدف إلى تنفيذ المزيد من الأنشطة النفسية والتعليمية والترفيهية في المستقبل القريب.

مشاركة المقال: