السبت, 13 سبتمبر 2025 07:20 AM

مجلس الأمن يدين الهجوم على الدوحة دون تسمية إسرائيل وقطر تتهمها بعرقلة جهود السلام

مجلس الأمن يدين الهجوم على الدوحة دون تسمية إسرائيل وقطر تتهمها بعرقلة جهود السلام

أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في بيان صحفي صدر يوم الخميس، الهجوم الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة مؤخراً. ومع ذلك، لم يشر البيان، الذي حظي بموافقة جميع الدول الأعضاء الـ 15 بما في ذلك الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، إلى إسرائيل بشكل مباشر.

أعربت الدول في البيان عن "إدانتها للضربات الأخيرة على الدوحة، التي تعتبر أرضاً وسيطة محورية" في الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وأكدت "دعمها لسيادة قطر وسلامة أراضيها".

أكد أعضاء المجلس، في البيان الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، على "أهمية خفض التصعيد"، وأعربوا عن "تضامنهم مع قطر"، مشددين على "دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها". كما أكدوا على "ضرورة أن يظل إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم من قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة أولويتنا القصوى".

من جانبها، اتهمت قطر إسرائيل أمام المجلس بمحاولة عرقلة جهود إنهاء الحرب في غزة من خلال مهاجمة قادة حركة حماس في الدوحة، لكنها تعهدت بمواصلة وساطتها. وصرّح المندوب القطري أمام المجلس بأن "الاعتداء على أرضنا خلال انشغالنا بالوساطة كشف بوضوح عن نوايا إسرائيلية مبيتة لإجهاض أي مسعى نحو السلام وإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق... كما يكشف عن أن المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل الآن لا يأبهون بحياة الرهائن وأن تحريرهم ليس أولوية لديهم".

في المقابل، اتهم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، قطر بتوفيرها "ملاذاً للإرهابيين"، وشدد على أن بلاده ستتحرك ضد "قادة الإرهاب" أينما كانوا. وأضاف دانون أمام مجلس الأمن أنه "لا حصانة للإرهابيين"، مشيراً إلى أن "قادة حماس في الدوحة كانوا مدبّري الإرهاب". وأشار إلى أن "على قطر إدانة ممارسات حماس وطرد عناصرها، أو أن إسرائيل ستقوم بذلك"، مؤكداً أن إسرائيل "ستلاحق الإرهاب في الأنفاق والفنادق".

اعتبر مندوب مصر بالأمم المتحدة أسامة عبد الخالق، أن الهجوم الإسرائيلي على قطر "يكشف عن الطرف المعرقل لإنهاء التصعيد في قطاع غزة والمنطقة"، وأن "عدوان إسرائيل على دولة عربية لم يكن الأول ولن يكون الأخير ما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات ردع جادة". كما طالب مندوب مصر خلال كلمته بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي "إجراءات صارمة تجاه تحركات إسرائيل".

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، إن "الرسالة التي وجهتها إسرائيل من خلال عدوانها على قطر، هي أنها ستستمر في عدوانها، وانتهاك سيادة الدول، وخرق القانون... لأنها تحظى بحصانة منعت عنها العقاب". وأضاف الصفدي في كلمته، أن الحكومة الإسرائيلية التي وصفها بالـ"المارقة الملطخة بدماء الأبرياء"، "تعتمد البطش لفرض عقيدتها العنصرية وتحقيق أهدافها التوسعية التي تهدد السلم والأمن في المنطقة والعالم". وأكد أن مبادرة السلام العربية تنتظر تفاعلاً إسرائيلياً إيجابياً منذ عام 2002. وقال مخاطباً مجلس الأمن: "يحمل مجلسكم مسؤولية حماية الأمن والسلم، ويملك أدوات ذلك، استخدموا هذه الأدوات"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"كبح غطرستها، وحماية المنطقة بأسرها من كارثية أفعالها".

ونيابة عن أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحدّث مندوب الكويت طارق البناي مؤكداً "التضامن الكامل مع دولة قطر والرفض القاطع لأي انتهاك لسيادتها وأمنها واستقرارها". وحذّر من عواقب "التمادي في انتهاك سيادة الدول"، وقال إن الأمن القومي لدول مجلس التعاون خط أحمر، "وأي تكرار لمثل هذه الأفعال سيُواجَه بمواقف جماعية أشد، وإجراءات سياسية وقانونية رادعة ضمن الأطر المتاحة في المنظومة الدولية". وقال إن هذا الاعتداء يأتي في سياق "سياسات ممنهجة ومحاولات مستمرة من إسرائيل لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة". وأكد أن "هذا النهج العدواني سيُواجَه بموقف خليجي موحَّد لا مساومة فيه على السيادة والأمن".

وشككت باكستان في ما إذا كان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس يمثل أولوية بالنسبة لإسرائيل. وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "من غير اللائق أن يستخدم أي عضو هذا الأمر للتشكيك في التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى ديارهم". ورددت إلى حد كبير تصريحات ترامب بشأن الهجوم، قائلة للمجلس إن هذه الضربات لا تخدم الأهداف الأمريكية أو الإسرائيلية، ولكن "وعلى الرغم من الطبيعة المؤسفة" فإنها يمكن أن تكون بمثابة "فرصة للسلام".

وعبّرت الجزائر عن خيبة أملها لأن بيان مجلس الأمن "لم يكن أقوى". وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع أمام المجلس "العنف يولد العنف. الإفلات من العقاب يولد الحرب. الصمت في المجتمع الدولي، وفي هذا المجلس، يؤجج الفوضى". وأضاف "يظل هذا المجلس مقيداً، عاجزاً حتى عن تسمية المعتدي، عن وصف العدوان بأنه انتهاك للقانون الدولي". (BBC)

مشاركة المقال: