الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 08:29 PM

مديرية تربية حلب تطلق خطة عاجلة لمعالجة نقص المقاعد الدراسية في مدارس المدينة والريف

مديرية تربية حلب تطلق خطة عاجلة لمعالجة نقص المقاعد الدراسية في مدارس المدينة والريف

تعاني مدارس مدينة حلب وريفها من نقص حاد في المقاعد الدراسية منذ بداية العام الدراسي الحالي، مما أجبر بعض الطلاب على الجلوس على الأرض. وفي استجابة لهذه المشكلة، أكد محمد عبد الرحمن، معاون مدير التربية والتعليم في حلب، أن المديرية قامت بمسح ميداني شامل لتحديد حجم النقص في المقاعد الدراسية واحتياجات المدارس في المدينة والريف.

وأوضح عبد الرحمن أن معظم مدارس المحافظة شهدت عجزًا كبيرًا في المقاعد المدرسية بعد سقوط النظام السابق. وكانت مديرية تربية حلب قد أعلنت في 5 تشرين الثاني الحالي، بالتعاون مع حملة "لعيونك يا حلب"، عن انطلاق أعمال تجهيز المقاعد المدرسية، وذلك ضمن خطة تهدف إلى سد النقص في المدارس ودعم العملية التعليمية. وأكد عبد الرحمن أن الخطة تشمل تغطية جميع المدارس في أقرب وقت ممكن.

وأشار إلى أن المقاعد صُممت وفق مواصفات ومعايير تربوية قياسية باستخدام الخشب المعالج والإطار المعدني، مع مراعاة جوانب السلامة والراحة والمتانة. وتقوم مديرية التربية بجولات يومية على المدارس لدراسة الطلبات وتحديد الاحتياجات الفعلية بالتعاون مع فرق المسح الميداني التابعة للمديرية.

وبيّن عبد الرحمن أن طلاب التعليم المهني ومعلمي الحرف يشاركون في عملية التصميم والتصنيع، مما يتيح تطبيق مهاراتهم العملية وربط التدريب بسوق العمل والخدمة المجتمعية. وتعمل المديرية على تشكيل ورشات دائمة للصيانة، والتخطيط لتوسيع المبادرات بهدف تصنيع مقاعد معدنية وغيرها من التجهيزات لدعم العملية التعليمية بشكل مستدام.

وتهدف المبادرة، التي أعلنت عنها مديرية التربية والتعليم في حلب بالتعاون مع حملة "لعيونك يا حلب"، إلى تأمين المقاعد المدرسية وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومريحة تشجع الطلاب على التعلم وتعزز العملية التربوية في مدارس المحافظة. وتشمل مراحل العمل تصميم المقاعد وفق المعايير التربوية، واختيار المواد المناسبة، وتصنيعها وتركيبها داخل المدارس، في إطار خطة تسعى لتلبية احتياجات المدارس بالمدينة والريف. وأوضح مصطفى نيال، مدير المعهد الصناعي الثالث في حلب، أن الهدف من الحملة هو تجهيز نحو 30 ألف مقعد مدرسي.

وتأتي تحركات مديرية التربية والتعليم في حلب لإطلاق حملة تجهيز المقاعد المدرسية بعد أسابيع من انتشار صور لصفوف وطلاب دون مقاعد. وتأتي الخطوة ضمن محاولة للاستجابة للنقص في المقاعد وتحسين البيئة التعليمية في المدارس المتضررة. ومع بداية العام الدراسي الجديد، عادت أوضاع المدارس في الأحياء الشرقية بمدينة حلب والريف الشرقي والجنوبي إلى الواجهة.

رصدت عنب بلدي واقع مدرسة "عبد العزيز فارس" في حي الجزماتي، حيث يواجه الطلاب صعوبات مع غياب النوافذ عن بعض الصفوف، إلى جانب انقطاع المياه في دورات المياه، وافتقار عدد من الصفوف للمقاعد، وتعطل شبكة الصرف الصحي. وتداولت صفحات محلية صورًا لطلاب يفترشون أرض الصفوف بسبب غياب المقاعد، وسلطت الحادثة الضوء على التحديات التي ما زال يواجهها القطاع التعليمي، رغم الوعود الرسمية واستمرار أعمال الترميم. وتعود الصور المتداولة إلى مدارس في الأحياء الشرقية، منها مدرسة "عبد الحفيظ محفوظ" في حي المرجة، ومدرسة "ابن النفيس" في حي الميسر. وشهدت تلك المناطق دمارًا واسعًا خلال سنوات الحرب انعكس على بنيتها التحتية وخدماتها العامة. وحمّلت التعليقات على الصور الجهات الرسمية مسؤولية الإهمال وعدم الاستعداد للعام الدراسي الجديد، واعتبرت أن المشهد يختصر واقع التعليم في المدينة، ويمثل "إهانة للعملية التعليمية" ووضع الطلاب في بيئة مدرسية غير لائقة.

مدارس في حلب بلا مقاعد.. "التربية" توضح
مشاركة المقال: