الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 01:05 AM

مع اقتراب العام الدراسي: أعباء المستلزمات المدرسية تثقل كاهل الأسر السورية

مع اقتراب العام الدراسي: أعباء المستلزمات المدرسية تثقل كاهل الأسر السورية

مع انتهاء العطلة الصيفية، استقبلت المدارس طلابها إيذاناً ببدء عام دراسي جديد. لكن فرحة العودة إلى مقاعد الدراسة تتزامن مع قلق الأهل، الذين يجدون أنفسهم أمام تحدي توفير المستلزمات المدرسية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

على الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، تشهد أسواق القرطاسية في سوريا إقبالاً كبيراً من الأهالي، الذين يسعون جاهدين لتوفير الأقلام والكتب والدفاتر والحقائب المدرسية لأبنائهم.

مديرية التجارة الداخلية بحلب: تم تكثيف الجولات الرقابية وتنظيم عشرات الضبوط العدلية بحق محال تجارية لعدم الإعلان عن الأسعار

يتجه العديد من الأهالي، خاصة ذوي الدخل المحدود، إلى شراء الحقائب ذات الجودة المتوسطة، والتي تتراوح أسعارها بين 75 و 300 ألف ليرة سورية. تقول السيدة أم هاشم، وهي أم لأربعة أطفال: "أحاول البحث عن محلات تبيع الحقائب بأسعار مناسبة، ولكي أتمكن من توفير الحقائب لجميع أولادي، يجب أن أشتري حقائب متدنية السعر، وإلا لن أتمكن من شراء بقية المستلزمات".

يزيد من صعوبة الأمر الكم المتزايد من الاحتياجات المدرسية، مثل دفاتر الرسم وأقلام الألوان والكتب والحقائب الخاصة للغذاء. تحاول بعض الأمهات تدبير الأمر بحكمة من خلال شراء الضروريات فقط والاستغناء عن الكماليات. وتروي إحدى السيدات أن زوجها، وهو موظف في القطاع العام، يتقاضى راتباً قدره مليون ليرة سورية فقط، وهو ما لا يكفي لتغطية نفقات الأسرة. وتضيف: "أعمل على تدوير الحقائب القديمة والمهترئة من الأولاد الكبار إلى الصغار، وأقوم أيضاً بحياكة وتصليح الملابس القديمة لتصبح مناسبة للارتداء خلال فترة المدرسة".

يجد الآباء أنفسهم في حيرة من أمرهم بين أسواق تعج بالأغراض الدراسية وجيوب شبه خاوية. يروي محمد أصفري، الملقب بـ "أبو لؤي"، تفاصيل بحثه عن المستلزمات المدرسية وسط الغلاء، مشيراً إلى التفاوت الكبير في أسعار القرطاسية بين الأحياء. وقد وجد حلاً لهذه المشكلة بالذهاب إلى منطقة "باب النصر" في مدينة حلب القديمة، حيث تتركز محلات بيع القرطاسية. وتساءل أصفري عن دور الرقابة على المحلات التي تبيع القرطاسية بأسعار مرتفعة، مؤكداً أنه وجد فرقاً كبيراً في الأسعار في "باب النصر".

من جهته، صرح بلال الأخرس، مدير المكتب الإعلامي في مديرية التجارة الداخلية، لصحيفة "الحرية" بأن المديرية اتخذت إجراءات لضبط الأسعار في الأسواق، بما في ذلك تكثيف الجولات الرقابية وسحب عينات من القرطاسية وتنظيم الضبوط العدلية بحق المخالفين. وأضاف أنه تم التأكيد على تداول الفواتير وتم توجيه شعبة الأسعار لسبر أسعار مواد القرطاسية قبل بدء العام الدراسي.

في المقابل، أبدت أوساط تجارية مرونة في الأسعار، خاصة تجار الجملة، الذين طرحوا أسعاراً مخفضة بالتزامن مع افتتاح معارض متخصصة ببيع المستلزمات المدرسية. يقول أحمد جاويش، وهو تاجر مشارك في أحد هذه المعارض: "نحاول تقديم خدمة مميزة بالبيع بسعر الجملة لكل العائلات، وهذه الأسعار التي نضعها على تلك المواد تباع بأسعار مضاعفة في الأسواق المحلية".

تبقى المستلزمات الدراسية عبئاً على الأسر السورية، خاصة ذوي الدخول المحدودة. ويطالب الأهالي الجهات الرقابية بالانتباه إلى الأسعار طوال العام الدراسي، ويناشدون التجار الرأفة ووضع أسعار مناسبة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: