الخميس, 20 نوفمبر 2025 05:07 PM

منظمة الصحة العالمية أمام أزمة تمويلية: عجز بمليار دولار يهدد برامجها

منظمة الصحة العالمية أمام أزمة تمويلية: عجز بمليار دولار يهدد برامجها

جنيف-سانا: تواجه منظمة الصحة العالمية تحدياً مالياً كبيراً يتمثل في عجز قدره مليار دولار في ميزانيتها للفترة 2026-2027. يأتي هذا النقص بعد اضطرار المنظمة إلى تقليص ميزانيتها المقررة سابقاً من 5.3 مليارات دولار إلى 4.2 مليارات دولار، وذلك عقب قرار الولايات المتحدة بوقف تمويلها في مطلع عام 2025.

وخلال إحاطة للدول الأعضاء، صرح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأن العام الحالي كان من بين الأصعب في تاريخ المنظمة، وذلك نتيجة لعملية إعادة هيكلة واسعة وتحديد للأولويات أدت إلى تقليص كبير في القوة العاملة. وأشار إلى أن المنظمة تمكنت حتى الآن من تأمين 75% من تمويل ميزانيتها المقبلة، إلا أنها لا تزال تواجه عجزاً كبيراً.

وأوضح غيبريسوس أن إجراءات خفض النفقات أدت إلى تقليص عدد الوظائف الملغاة من 2900 إلى 1282 وظيفة، في حين غادر 1089 موظفاً طوعاً عبر التقاعد أو انتهاء العقود. ولفت إلى أن تراجع المساهمات الدولية أجبر آلاف المرافق الصحية على تقليص خدماتها في المناطق الأكثر احتياجاً.

وأضاف غيبريسوس أن زيادة الدول الأعضاء لمساهماتها الإلزامية بنسبة 20% في أيار الماضي لم تكن كافية لتعويض النقص، حيث لا تزال المنظمة تعتمد بشكل كبير على التمويل الطوعي من الدول والجهات المانحة.

ويعود هذا الوضع إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كانت بلاده أكبر دولة مانحة للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، بوقف تمويلها منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2025. ونتيجة لذلك، اضطرت المنظمة إلى تخفيض ميزانيتها المقررة مسبقاً.

تعتمد منظمة الصحة العالمية في تمويلها على مزيج من المساهمات الإلزامية للدول الأعضاء والمساهمات الطوعية، التي تشكل الجزء الأكبر من ميزانيتها. ومنذ عودة الإدارة الأمريكية الحالية إلى وقف التمويل، تواجه المنظمة ضغوطاً مالية واسعة أثرت على برامجها الإغاثية والصحية، وخاصة في الدول منخفضة الدخل التي تعتمد على دعم المنظمة لتشغيل منشآتها الصحية وتنفيذ حملات التطعيم والاستجابة للأوبئة.

مشاركة المقال: