السبت, 6 ديسمبر 2025 10:03 PM

منى زكي تكشف عن عام كامل من التحضيرات الشاقة لتجسيد دور أم كلثوم في فيلم "الست"

منى زكي تكشف عن عام كامل من التحضيرات الشاقة لتجسيد دور أم كلثوم في فيلم "الست"

يشكل تجسيد شخصية أم كلثوم، بكل ما تحمله من قيمة فنية وتاريخية ووجدانية لدى أجيال متعاقبة في العالم العربي، تحديًا كبيرًا استغرق من الممثلة المصرية منى زكي أكثر من عام من الاستعداد.

في حوار مع وكالة فرانس برس على هامش عرض فيلم "الست" لمروان حامد لأول مرة خلال مهرجان مراكش الدولي للفيلم، صرحت منى زكي: "في البداية شعرت بخوف شديد ولم أعرف من أين أبدأ".

وكشفت أنها أمضت عامًا وثلاثة أشهر في التحضير لهذا الدور، بمساعدة مدربين متخصصين في الصوت والغناء والتموضع والفنون المسرحية.

على الرغم من أن منى زكي لا تؤدي أغاني أم كلثوم بصوتها في الفيلم، إلا أنها تدربت على نبرات صوتية مختلفة لمحاكاة صوت المطربة الأشهر في تاريخ الغناء العربي.

يهدف مروان حامد من خلال فيلم "الست" إلى استكشاف الملحمة "الاستثنائية" لكوكب الشرق، كما أوضح لوكالة فرانس برس.

يصور الفيلم سيرة حياتها "بصفتها مغنية وأيضًا كامرأة مؤثرة في العالم العربي... مسيرتها مدهشة وتتضمن كل العوامل اللازمة لإبداع قصة فريدة"، كما أضاف.

ويتابع: "أعتقد أنها ما تزال حية بيننا بعد خمسين عامًا على رحيلها، ليس فقط من خلال صوتها ولكن أيضًا بفضل ما حمله هذا الصوت للناس".

تركت أغاني أم كلثوم بصمة في وجدان عشاقها في جميع أنحاء العالم العربي، سواء في حياتها أو بعد وفاتها في عام 1975. بالإضافة إلى أغانيها العاطفية التي لا تزال تتردد في كل مكان، قدمت أغاني دينية ووطنية واكبت فيها أبرز محطات تاريخ مصر والمنطقة في القرن العشرين.

تصفها منى زكي بأنها "صوت الشعب العربي وليس فقط المصري، صوت القوة والأمل والصمود".

يعود فيلم "الست"، وهو الفيلم الثامن في مسيرة مروان حامد، إلى عدة مراحل محورية في حياة أم كلثوم بدءًا من طفولتها وحتى بروزها الفني.

لم يتم الكشف بعد عن موعد عرضه في دور السينما.

تظهر اللقطات الأولى من "الست" مشاهد من سهرتين بارزتين في مسيرتها أحيتها في مسرح الأولمبيا في باريس في نوفمبر 1967، بعد أشهر قليلة من هزيمة مصر وعدد من الدول العربية أمام إسرائيل في حرب الأيام الستة.

يستعيد الفيلم جانبًا من التناغم العميق بين أم كلثوم وجمهورها، مصورًا أحد المستمعين وهو يرتمي عند قدميها فوق خشبة المسرح وقد فقد السيطرة على نفسه، بينما كانت تردد أبيات أغنية "أنت عمري".

تنتقل كاميرا مروان حامد بعد ذلك إلى دلتا النيل حيث ولدت أم كلثوم في عام 1898، في كنف عائلة متواضعة الحال.

في ريف مصر، خطت سومة، كما كان يلقبها المقربون والجمهور، خطواتها الأولى في درب الغناء.

كانت في تلك المرحلة برفقة والدها دائمًا، وهو إمام مسجد أدرك موهبتها منذ البداية، حيث كانت تلقي أناشيد في المناسبات الدينية، ولكن متنكرة في زي فتى مراعاة للأعراف الاجتماعية المحافظة.

يعلق حامد مشيرًا إلى أن "الصعوبات والعقبات التي كان يجب التغلب عليها، وأيضًا قدرتها وقوتها، كانت كلها مذهلة".

ينتقل الفيلم بعد ذلك إلى القاهرة حيث انطلقت فعليًا رحلة أم كلثوم الفنية في أواخر عشرينيات القرن الماضي، قبل أن تتجاوز حدود بلدها وتنجح في تخليد اسمها.

تتفق منى زكي ومروان حامد على أن حساسية أم كلثوم الإنسانية كانت أكثر ما أثر فيهما خلال هذه التجربة.

يوضح المخرج: "عندما ننظر إليها على المسرح نرى فيها الكثير من القوة، ولكن في الواقع كانت هناك الكثير من الهشاشة خلف هذه الصورة".

وتضيف منى زكي: "لقد أثرت في شخصيًا، علمتني درسًا بليغًا على المستويين الإنساني والفني".

على الرغم من التحولات الكثيرة التي شهدتها الموسيقى والغناء في مختلف البلدان العربية على مدى العقود الماضية، لا يزال إرث أم كلثوم حاضرًا بقوة، من خلال صوتها الاستثنائي وبلاغة القصائد التي تغنت بالحب أو اليأس والشوق... بألحانها المبهرة.

يرى حامد أن مسيرتها "لم تكن سهلة، فقد نجحت في فرض اختياراتها على الجمهور ولم تتبع أبدًا التيار السائد".

ويختتم معتبرًا أن فيلم "الست" هو طريقته "للاحتفاء بإرثها ولفهم كيف أبدعت ما أبدعت"، "أعتقد أن هذا بالضبط هو مصدر الإلهام الحقيقي لديها".

مشاركة المقال: