السبت, 13 سبتمبر 2025 02:12 PM

من جبلة إلى الأسواق: فاكهة الكيوي تزرع مستقبلًا زراعيًا واعدًا في الساحل السوري

من جبلة إلى الأسواق: فاكهة الكيوي تزرع مستقبلًا زراعيًا واعدًا في الساحل السوري

في قرية البرجان بريف جبلة، بدأت زراعة الكيوي تشق طريقها، معلنة عن تجربة زراعية مبتكرة تتجاوز الزراعة التقليدية في الساحل السوري. وسط بساتين الزيتون والحمضيات، تظهر جهود حثيثة لزراعة هذه الفاكهة التي طالما ارتبطت بالاستيراد.

المزارع عبد الله يونس من قرية البرجان، يشارك تجربته، موضحًا أنه بدأ بزراعة شتلات الكيوي منذ حوالي خمس سنوات على مساحة صغيرة. ومع النجاح التدريجي، وصل عدد الأشجار المثمرة لديه اليوم إلى أكثر من مئتي شجرة. وأشار إلى تجاوب التربة وتقبل السوق المحلية للمنتج، مما شجعه على الاستمرار.

السيدة أم نذير عفيف، مزارعة تدير بستانًا صغيرًا مع عائلتها، تروي كيف تحولت هذه الزراعة من مبادرة فردية إلى تجربة جماعية في القرية. وتضيف أن الكثيرين شككوا في نجاح الكيوي في هذا المناخ، لكنها وعائلتها التزموا بالإرشادات الزراعية، وتحسن الإنتاج تدريجيًا، وتم تسويقه بسهولة في أسواق جبلة واللاذقية. وتوضح أن الكيوي يتطلب عناية وجهدًا، لكن قيمته التسويقية العالية تجعله مجديًا.

المهندس الزراعي علي ديب، المشرف على أحد مشاريع زراعة الكيوي في البرجان، يوضح أن هذه الزراعة تختلف عن الأنماط التقليدية في الساحل السوري. فالكيوي يحتاج إلى ظروف دقيقة، بدءًا من التربة الغنية، مرورًا بالري المنتظم، وصولًا إلى الحماية من تقلبات المناخ. ويشير إلى أن الكيوي نبات حساس للصقيع، ويحتاج إلى مصدات رياح، ووجود شجيرات ذكرية لتلقيح الإناث. ويضيف أن مناخ البرجان المعتدل يوفر بيئة مناسبة، لكن التحديات الموسمية تتطلب حلولًا تقنية، مثل استخدام الأغطية البلاستيكية في الشتاء وتعديل أساليب الري. ويرى أن المرحلة القادمة تتطلب إطارًا تنظيميًا يربط المزارعين بالأسواق، معتبرًا أن زراعة الكيوي تستحق أن تتحول إلى نشاط تعاوني مدعوم.

رغم المؤشرات المشجعة، تواجه زراعة الكيوي في ريف جبلة تحديات، مثل نقص الإرشاد الفني المتخصص، وصعوبة الحصول على شتول عالية الجودة، وضعف البنية التحتية التسويقية، وغياب الدعم الرسمي. ويضطر المزارعون للاعتماد على تجاربهم الذاتية، ويواجهون صعوبات في الحصول على شتلات جيدة، ويعانون من ضعف في التخزين والنقل المبرد، مما يجعل تسويق المحصول صعبًا. كما أن غياب الدعم الرسمي يزيد العبء على المزارعين.

المصدر: اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: