دمشق – نورث برس عيّنت وزارة الدفاع السورية، أمس السبت، فهيم عيسى نائباً لوزير الدفاع في الحكومة الانتقالية مرهف أبو قصرة بالإضافة إلى قيادته لقطاع المنطقة الشمالية في سوريا.
وأوكلت الوزارة مهمة إدارة ملفات المنطقة الشمالية لعيسى، في إطار هيكلة إدارية جديدة، تهدف إلى توزيع المهام بحسب الجغرافيا والاختصاصات.
وتواصل وزارة الدفاع السورية جهودها لإعادة هيكلة الجيش بعد إعلان حل جيش النظام السابق، إذ تعمل على إعادة توزيع القطع العسكرية وتنظيمها بما يحقق التوازن العسكري في مختلف المناطق.
من هو فهيم عيسى؟
يُعدّ فهيم عيسى من أبرز قادة الجيش الوطني سابقاً الموالي لتركيا، وُلد في قرية تل الهوى ذات الغالبية التركمانية قرب مدينة الراعي شمال شرقي محافظة حلب.
وانضم مع اندلاع الثورة السورية، إلى الحراك المسلح وشارك في تأسيس “فرقة السلطان مراد”، وقادها في معارك ضد قوات النظام المخلوع، وأخرى ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وفي 2021، انضم بفصيله إلى غرفة القيادة الموحدة “عزم”، إلى جانب فرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، وجيش الإسلام، وفيلق المجد، ولواء السلام، لكن بعد أشهر انهارت “عزم” وتلاشى اسمها.
بعد ذلك، شكلت فصائل “هيئة ثائرون للتحرير” في عام 2022، وتولّى فهيم عيسى قيادة الكيان الناتج عن دمج خمسة فصائل، وهي: “فرقة السلطان مراد، فيلق الشام – قطاع الشمال، ثوّار الشام، فرقة المنتصر بالله، الفرقة الأولى. ثم عُيّن قائداً للفيلق الثاني في “الجيش الوطني السوري”، خلفاً للعقيد أحمد عثمان.
ويعتبر عيسى من أكثر المقربين من قائد فصيل “السلطان سليمان شاه”، محمد الجاسم (أبو عمشة)، وتدخل حينما اعتقلته غرفة “عزم” بسبب قضايا فساد، ضمن حملتها على مَن وصفتهم بـ”الشبكات والخلايا التي تهدد أمن المجتمع واستقراره”، والتي ساهمت بتفكيك الغرفة فيما بعد.
وقاد عيسى ذو الأصول التركمانية وأبو عمشة، أكثر فصائل الجيش الوطني اعتماداً من الأتراك، وساهما بأكبر الأعداد للقتال في ليبيا وأذربيجان.
وفي أيلول/سبتمبر 2023، خاض عيسى الذي كان يقود الفيلق الثاني حينها، حرباً ضد “هيئة تحرير الشام”، ساهمت بإضعاف قدرته العسكرية وتقليل اعتماد الأتراك عليه، ليغيب عن المشهد العسكرية فترة من الزمن.
واعتبر أن تركيا تركته لمصيره خلال المواجهات مع الهيئة والتي استمرت لأيام، إذ لم يحظ بدعم عسكري بالحجم الذي كان يتوقعه من الجانب التركي “وهذا ما نفى نظرية كان البعض يتبناها، وتتمثل بأن فهيم عيسى هو الرجل الأول لتركيا في الشمال السوري” بحسب مراقبين.
والتقى عيسى بدولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP)، الحليف الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا (AK Parti)، وقال حينها إنهم زاروا زعيم الحركة القومية لـ “التعبير عن إعجابهم واحترامهم لبيه توركمان بي (مصطلح تقديري لكبار شيوخ وزعماء العشائر التركمانية)”.
وقال: “إنه مصدر ثقة بالنسبة لنا”. وأضاف عيسى أنه يجب أن يطمئن المجتمع التركي في جميع أرجاء العالم بأنهم في الجيش الوطني يخوضون نضالاً يتناسب مع روح الأتراك في سوريا في “مناطق تركمانية عاشوا فيها لأكثر من 1000 عام”، مشيراً إلى أن التركمان في سوريا مرتبطون “بالقلب” مع بهتشلي والرئيس رجب طيب أردوغان.
ومع إطلاق عملية “ردع العدوان”، خاض فهيم عيسى مواجهات مع “قسد” تحت مسمى عملية “فجر الحرية”، وظهر في قصر الشعب، بمؤتمر “النصر”، الذي نُصب فيه أحمد الشرع رئيساً انتقالياً لسوريا، حيث ألقى عيسى كلمة خلال المؤتمر.