الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 12:37 AM

مهند كلثوم: المهرجانات السينمائية نافذة لتبادل الخبرات وتوسيع آفاق الرؤية

مهند كلثوم: المهرجانات السينمائية نافذة لتبادل الخبرات وتوسيع آفاق الرؤية

يواصل المخرج السوري مهند كلثوم حضوره المميز في الساحة السينمائية العربية والدولية، وهذه المرة عبر مشاركته في مهرجان كازان السينمائي الدولي. شارك كلثوم في مناقشات الأفلام القصيرة ضمن المسابقة الدولية، وحضر منتدى مدراء المهرجانات السينمائية الدولية وشركات ومشاريع السينما، بالإضافة إلى عضويته في لجنة تحكيم برنامج دعم مشاريع الأفلام الوطنية والدولية.

وصف كلثوم تجربته في مهرجان كازان بأنها "ثرية على أكثر من مستوى"، وأشار إلى أن مشاركته لم تقتصر على مناقشة الأفلام القصيرة، بل امتدت لتشمل فعاليات مهمة تعكس اهتمامه بمستقبل صناعة السينما. وأضاف: "تشرفت بأن أكون عضو لجنة تحكيم في برنامج دعم مشاريع الأفلام، حيث قمنا باختيار ثلاثة مشاريع سيتم إنتاجها لاحقاً بدعم من المهرجان. أما مناقشة الأفلام القصيرة، فكانت فرصة رائعة للتواصل مع جيل جديد من المخرجين وتبادل وجهات نظر بنّاءة".

وعن طبيعة الأفلام المشاركة هذا العام، أوضح كلثوم أن معظمها اتسم بالواقعية الشعرية، حيث سعى صناعها إلى التقاط اللحظات الصغيرة التي تعيد تعريف معنى الإنسانية. وأضاف: "هناك اهتمام متزايد بقضايا الهوية والانتماء، وقد انعكس ذلك بشكل كبير في النقاشات التي شاركت بها".

أكد كلثوم أن مشاركة السينما العربية في مهرجانات دولية مثل كازان تعني أننا جزء من الحوار العالمي، موضحاً: "كنت حاضراً بصفتي مخرجاً سينمائياً ومؤسس ومدير مهرجان أيام دمشق السينمائية لأفلام الطفولة واليافعين، وأيضاً كمدير لمشروع ‘يلا سينما’. هذا الحضور ليس مجرد تمثيل، بل هو تعزيز لفكرة أن السينما العربية تمتلك صوتاً وذاكرة وقيمة إنسانية يجب أن تصل إلى الآخر. المهرجانات الدولية تتيح لنا الانتقال من المحلي إلى العالمي".

وفيما يتعلق بمكانة الفيلم القصير، يرى كلثوم أنه بات يحتل مكانة مهمة في المشهد السينمائي، قائلاً: "الفيلم القصير لم يعد مجرد تمرين للفيلم الطويل، بل أصبح مختبراً جمالياً وفنياً. يتيح مساحة للتجريب والتكثيف تجعل تأثيره لا يقل عن الفيلم الطويل، بل قد يتجاوزه في بعض الأحيان".

لكن هذا النوع من الأفلام يواجه تحديات كبيرة في العالم العربي، بحسب كلثوم، الذي أوضح أن "أهم التحديات هي غياب التمويل والدعم المؤسسي، إضافة إلى محدودية المهرجانات التي تعرض هذه الأفلام للجمهور. لكن التحدي الأعمق هو النظرة الدونية أحياناً للفيلم القصير باعتباره ‘أقل قيمة’ من الطويل، بينما هو في الحقيقة مساحة إبداعية أساسية".

يؤمن كلثوم بأن السينما يمكن أن تكون وسيلة للتقارب الثقافي بين الشعوب، خاصة في المهرجانات الدولية المتعددة الجنسيات، قائلاً: "السينما لغة عابرة للغات والحدود. في كازان، المدينة التي تجمع ثقافات روسية وتترية وإسلامية، شاهدنا كيف يمكن للفيلم أن يكون جسراً بين عوالم متباعدة. المهرجانات الدولية هي بمثابة مختبر حضاري يتيح لنا إعادة اكتشاف إنسانيتنا المشتركة".

وعن الأعمال العربية والسورية التي لفتت انتباهه خلال المهرجان، أشار إلى أنه شاهد محاولات فيها صدق وتجريب رغم ضعف الإمكانات، مضيفاً: "ما يلفت النظر هو إصرار الشباب على التعبير عن قضاياهم وهموم مجتمعاتهم. هذا الصدق كان أهم من أي تقنيات بصرية متقدمة".

واختتم كلثوم حديثه برسالة حرص على إيصالها خلال مشاركته في النقاشات: "السينما ليست رفاهية بل ضرورة ثقافية. هي وسيلة للحوار، للوعي، وللتأثير. خلال النقاشات، حرصت على تأكيد أن الفيلم القصير قادر على أن يكون صوتاً إنسانياً قوياً، وأننا بحاجة لمزيد من الدعم كي يتحول من ‘فن على الهامش’ إلى ‘فن في المركز’".

أما عن مستقبل السينما السورية، فيراه كلثوم مشبعاً بالأمل رغم الظروف الصعبة، قائلاً: "السينما السورية وُلدت من رحم الأزمات، وهذا ما جعلها أكثر صدقاً. المستقبل لن يكون سهلاً، لكن المواهب الجديدة التي تخرج من قلب الظروف الصعبة قادرة على صياغة هوية سورية سينمائية مميزة، أكثر جرأة وعمقاً مما نتوقع".

وكشف عن مشاريعه القادمة، قائلاً: "أعمل حالياً على مشروع فيلم قصير جديد يتناول البعد الإنساني المشترك، إضافة إلى تطوير ورشات تدريبية من خلال مشروع ‘يلا سينما’. وبالطبع هناك نية للاستمرار في التواجد بالمهرجانات الدولية، لأنها ليست غاية بحد ذاتها، بل مساحة لتوسيع الرؤية وتبادل الخبرات. بعد كازان، شاركت مباشرة في مهرجان بغداد السينمائي بدورته الثانية كضيف شرف، وهذا الامتداد من روسيا إلى العراق يعكس أهمية أن نكون دائماً في قلب الحراك السينمائي العربي والدولي".

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: