الإثنين, 1 ديسمبر 2025 05:34 PM

الإعلام الثقافي السوري: كيف يصوغ المبدعون مستقبلهم بلا خوف؟

الإعلام الثقافي السوري: كيف يصوغ المبدعون مستقبلهم بلا خوف؟

في زمن السرعة والتكنولوجيا الرقمية، يطرح سؤال حول إمكانية إعادة الاعتبار للثقافة كمساحة للحوار، ومدى قدرة الإعلام الثقافي على القيام بدوره في بناء الوعي بعد التحرير. الفنان التشكيلي عمار سفلو يرى أن الفيصل بين الموضوعية والانحياز يكمن في النظر إلى جوهر الثقافة وليس أيديولوجياتها، ويؤكد أن السنوات الماضية جعلت الجمهور أكثر حساسية تجاه الزيف وأكثر قدرة على التقاط التفاصيل.

ويضيف سفلو أن تعزيز الهوية السورية يبدأ بإحياء التراث وتقديمه بشكل لائق، مع الحفاظ على التوازن بين الحداثة والقديم. هذا التحول يتطلب مراجعة نقدية للماضي، فالإعلام الثقافي لا يرتقي لمستوى التضحيات دون مواجهة الأخطاء السابقة.

الشاعر مؤيد حاج يوسف يصف الإعلام بعد التحرير بأنه كائن متعدد الأصوات، ويؤكد وجود نبض جديد وإرادة متجددة، لكن الطريق لا يزال طويلاً. الفنانة غروب الحموي ترى أن المثقف الحقيقي هو من يخلق اللحظة لا أن يكتفي بمواكبتها، وهو القادر على مواجهة الواقع بلا خوف وإعادة رسم حدود الثقافة.

حاج يوسف يصف الجمهور الحالي بأنه مرن وقادر على حمل التناقضات، ويبحث في الفن عن مرآة تعكس ما يمكن أن يكون. ويؤكد أن تعزيز الهوية السورية هو إعادة بناء الجذور الممتدة في الأرض والأجنحة المحلقة نحو آفاق أرحب.

ويضيف حاج يوسف أن ما نحتاجه هو أخلاقيات فضيلة إعلامياً تركز على كيفية الرؤية لا على شكل النظارة، وحماية الإعلام الثقافي تبدأ عندما نجعل الثقافة مساحة لا مسكناً. الحموي ترى أن الإعلام الثقافي السوري اليوم بدأ يعرف نفسه ويعيد بناء وعيه، والورق يمنحه الفرصة لإعادة هيكلة الثقافة وتحويل الجرح إلى معرفة.

الثقافة في سوريا اليوم تخط مسارها الجديد بأقلام تبحث عن الحقيقة وأصوات ترفض الصمت، وبين ورق يعود إلى الحياة ورؤية تتجه نحو الغد، يكتب السوريون فصلهم الثقافي التالي بوعي أشد وجرأة أكبر وإيمان بأن الكلمة قادرة دائماً على صنع بداية جديدة. وقد وردت هذه التصريحات في صحيفة "الثورة السورية".

سعاد زاهر هي من نقلت لنا هذه الآراء.

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: