الإثنين, 17 نوفمبر 2025 01:47 AM

موسم زيتون الساحل السوري يواجه كارثة: الجفاف والانفلات يهددان الإنتاج ويحولان البساتين إلى رماد

موسم زيتون الساحل السوري يواجه كارثة: الجفاف والانفلات يهددان الإنتاج ويحولان البساتين إلى رماد

يشهد الساحل السوري أسوأ موسم جفاف منذ ستين عامًا، مما أدى إلى تدهور كبير في إنتاج الزيتون والزيت، وتحويل البساتين المزدحمة بالعمال إلى مناطق شبه متوقفة عن الإنتاج، وفقدان العديد من العائلات لمصدر رزقها الرئيسي.

يستذكر الخبير الزراعي سمير نصير فترة ازدهار هذا القطاع، عندما كانت سوريا قبل عام 2011 تمتلك حوالي 110 ملايين شجرة، وتنتج ما يصل إلى مليون طن في السنوات الجيدة، مع فائض تصديري يصل إلى 90 ألف طن.

اليوم، وعلى الرغم من بقاء عدد الأشجار قريبًا من مستواه السابق (حوالي 101 مليون شجرة)، انخفض الإنتاج إلى 400 ألف طن فقط.

يعزو نصير هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار الوقود والعمالة، وغياب التسعيرة الرسمية للمنتج، بالإضافة إلى الجفاف الذي زاد من تفاقم ظاهرة "المعاومة".

تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن الموسم الحالي هو "الأقسى منذ ستة عقود"، مع تسجيل بعض المناطق عجزًا مطريًا بلغ 59% مقارنة بالمعدلات الطبيعية، مما أدى إلى انخفاض حاد في الإنتاج.

في ريف طرطوس، يقول محمود إسماعيل، المشرف على معصرة حمين، إن العمل هذا العام لم يتجاوز 3% من إنتاج الموسم الماضي، حيث توقفت المعصرة بعد خمسة أيام فقط، مقابل 64 يومًا في العام السابق.

كما فقد العديد من العمال الموسميين فرص عملهم، بمن فيهم نوفا التي كانت تعتمد على موسم القطاف كمصدر دخل شبه وحيد لأسرتها.

يؤكد المزارعون والتجار أن الأزمة الحالية تتجاوز "المعاومة الطبيعية" وتهدد موردًا اقتصاديًا حيويًا. ويشير علي، أحد تجار الزيت في ريف اللاذقية، إلى أن عائلته الكبيرة لم تتمكن من تأمين مؤونتها السنوية، بعد أن كانت تعتمد بشكل كامل على تجارة الزيت.

ومع ذلك، يرى نصير أن التعافي ممكن "إذا توفرت الحماية والدعم للمزارعين"، مؤكدًا أن الزيتون لا يزال ثروة قابلة للنهوض، لكن ذلك يتطلب برامج فعلية للإرشاد الزراعي وتحسين أساليب القطاف والعصر والتخزين.

الأخبار

مشاركة المقال: