زهير أندراوس: يواصل بنيامين نتنياهو، الذي وصفه الوزير سموتريتش بأنه "كذاب ابن كذاب"، عدوانه على غزة لتحقيق حلمه بإقامة "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، وتملصه من صفقة تبادل مع (حماس) يصب في هذا الاتجاه.
تُناقش إسرائيل اتفاقًا جزئيًا لإطلاق سراح عشرة رهائن مقابل اتفاق شامل ينهي الحرب، بينما يشير البيت الأبيض إلى تفضيل الرئيس ترامب لاتفاق شامل. فقد صرح مسؤول إسرائيلي كبير بأن المشاورات تجري بالتوازي في إسرائيل والبيت الأبيض، وأن ترامب يفضل اتفاقًا شاملًا ويرفض الاتفاقات المرحلية.
ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن مجلس الوزراء المصغر اجتمع للموافقة على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال غزة. وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى معضلة الاتفاق المرحلي وأهمية موقف الرئيس ترامب، موضحًا أن إطلاق سراح عشرة رهائن في اتفاق جزئي قد يعرقل مصير البقية.
أمام نتنياهو ثلاثة خيارات: الموافقة على اتفاق جزئي، رفضه، أو مواصلة المفاوضات تحت الضغط. القيادة السياسية الإسرائيلية لم ترد رسميًا على اقتراح حماس باتفاق جزئي، بينما يدعو الوسطاء الأمريكيون إلى زيادة الضغط على إسرائيل. وتشير إسرائيل إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يشكك في اقتراح حماس ويصر على اتفاق شامل.
وافق وزير الأمن يسرائيل كاتس على خطط الجيش لاحتلال غزة، لكن نتنياهو لم يستدعِ المجلس السياسي الأمني المصغر للموافقة النهائية. وتعتبر إسرائيل إعلان احتلال غزة أداة ضغط على حماس للموافقة على شروطها: نزع السلاح، والنفي، وعدم المشاركة في الحكومة المقبلة.
زعم نتنياهو أن حماس تتعرض لضغط نووي، وأمر بتقليص الجداول الزمنية للسيطرة على آخر معاقل حماس. ويرى أن احتلال مدينة غزة قد يضغط على حماس للموافقة على صفقة شاملة بشروط إسرائيلية.
تستمر المفاوضات خلف الكواليس، وقل اهتمام نتنياهو بصفقة جزئية وافقت عليها حماس. وصرح مسؤول حكومي كبير بأن نتنياهو يدرك صعوبة استئناف القتال بعد وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وأن الأمريكيين يتوقعون انتهاء القتال.
لم يعجب المستوى السياسي بتسمية الجيش الإسرائيلي للمناورة في غزة بـ (عربات جدعون 2)، ويعتبر كبار المسؤولين ذلك تلميحًا بأنها ليست احتلالًا كاملاً بل عملية محدودة.
يعزو البيت الأبيض التقدم في المحادثات إلى رسائل الرئيس ترامب القوية، الذي قال إن الرهائن لن يعودوا إلا بعد القضاء على حماس. وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن موافقة حماس بعد رسالة ترامب القوية ليست مجرد مصادفة.
أخبار سوريا الوطن١-رأي اليوم